(تِكيّة) ابن القُنصل !

صبري الموجي|رئيس التحرير التنفيذي لجريدة عالم الثقافة

فى ظل تنافس الفضائيات فى جذب المشاهدين، كثُرت برامج (التوك شو)، التى تفنّنت فى استنطاق الضيوف، وإجبارهم على البوح بخبايا النفس، عن طريق الغوص فى ( آبار) أسرارهم وإذاعتها للمُشاهدين!

وقد ساعد على رواج تلك البرامج أسبابٌ تتعلق بالمُشاهد، جعلته يلوذ بها؛ لتضييع الوقت، ونسيان ما يُعانيه من إحباط نتيجة غلاء الأسعار التى ( فلت) زمامُها، وأضحت لا تتناسب مع الدخول الزهيدة، إضافة إلى الجلوس بالبيت خوفا من شبح فيروس (كورونا)، فضلا عن عدم توافر فرص العمل، التى زاد بسببها طابور العاطلين، بالإضافة إلي كيل المسئولين فى الدولة بموازين ظالمة، زادت من ثراء الأثرياء، وهوت بأحلام البُسطاء إلى أسفل سافلين!

كل هذا ناهيك عما يسمى بـ (الواسطة)، أو ما يُعرف فى قاموس البُسطاء بـ ( الكوسة)، التى أفسدت الهيكل الإدارى للدولة، حيث أتاحت لـ (ابن) القُنصل أن يكون قُنصلا، ولـ (ابن) القاضى أن يكون قاضيا، إلخ، وحرمت أبناء البسطاء من هذا الحق، دون اعتبار لكفاءة أو حسابٍ لأهلية !

أقول: كما أن هناك أسبابا لانتشار تلك البرامج تتعلق بالمُذيع، منها جرأتُه، وحضوره الطاغى، واختياره الجيد لأسئلته، التى تُجبر الضيف على الكلام.

 ومن تلك البرامج برنامج على قناة الحياة كانت تقدمه المذيعة ( راغدة شلهوب)، وتطرح فيه علي ضيفها حوالي ١٠٠ سؤال في الفن والحياة، وفي إحدي حلقاتها استضافت مُمثلا يُشار إليه بالبنان في ميدان التمثيل إلا أنه أدلى بتصريحات عوراء، أو حولاء، والأصح أنها عمياء، وينبغي ألا تمُر مُرورَ الكرام، حيث أعلن أنه يرفضُ الحجاب والنقاب، ويُطالب بتقنين تعاطى الحشيش؛ لأنه يعمل للمصريين (دماغ)، بالإضافة إلى تأييده لعلاقات (ابنه النسائية) التي ظلت زمنا حديثَ الصحف، مؤكدا أن هذا مرجعُه إلي(جينات) ورثها ابنُه عنه !

وإذا كنا لا نُنكر موهبة هذا الفنان (اللوذعي)، إلا أن ما صرَّح به يفرضُ عدة أسئلة:

ما هو شأنُك أيها الممثلُ الكبير والتكلم فى الحجاب والنقاب، وهل عُدمت مصرُ علماءها حتى تحمل أنت لواء التقول فى الدين بغير علم؟

 وحتى لو اعتبرنا أن ما صرّحت به هو مجرد رأى شخصى، فليس من حقك أن تجهر به على الملأ؛ لأنه يُخالفُ شريعة وثيقة الصلة بالعفة والطهارة، وهى شريعة (الحجاب)، الذى كان لباس أمهات المؤمنين، ونساء الصحابة والتابعين.  

فمهلا أيها الفنان، فدعوتك للعُرى، والتى تعبر عنها خير تعبير فى أفلامك التى تعج بالمشاهد الصارخة، لن نسمح لها بأن تقوم على أشلاء الحجاب رمز العفة والطهارة.

أما مُطالبتك بتقنين تعاطى ( الحشيش)، فهى دعوى لن تجد لها صدى فى الشارع المصرى؛ لأنها تجعل الشاب أسيرا لشهوةٍ تُفقده عقله وأهله وماله، وتتركه ذليلا يتخبط فى دروب التيه والضلال.

وبخصوص علاقات ابنك النسائية، التى تفتخر بها، رغم أنها أوصلته إلى قاعة المحكمة (مُتهَما)، فلا نملك إلا أن نُذكرك بما أُثر عن السلف: وإذا بُليتم فاستتروا !

وحقا صدق نبيُنا: كلُ أُمتى مُعافى إلا المجاهرون، وإنَّ من المُجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يُصبح وقد ستره الله عليه، فيقول يا فلان عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يستُره ربه، ويصبح يكشف ستر الله تعالى.

فوفر أيها الفنان نصائحك لنفسك، ودع مُجتمعنا ينعم بعفة نسائه، ويقظة عقول أبنائه !

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى