كورونا والاختيار الصعب

أ.د. فيصل رضوان أستاذ وباحث التكنولوجيا الحيوية جامعة سوهاج مصر والمعهد القومي للمحيطات بالولايات المتحدة الأمريكية

قد يكون الاختيار الأفضل والأكثر أمانًا هو البقاء في المنزل طوال الوقت لتجنب الإصابة بالفيروس اللعين أو نشره إلى حين إنتاج لقاح أو علاج فعال له. ولكن نظرًا لأن الكثيرين منا لا يمكنهم ذلك، أو لن يفعلوا ذلك، فإن تقديم المشورة حول كيفية تقليل الضرر المحتمل من نقل العدوى إليهم وللآخرين نتيجة افعالهم هذه، أفضل بكثير من الإصرار على التوبيخ أو اللوم والإفراط فى التهديد والوعيد، والذي قد يؤدى إلى نتائج عكسية.

خلال أسوأ أيام وباء فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، كان الاختيار بين الامتناع عن ممارسة الجنس تماماً، وهنا سيبقي الشخص آمنًا من فيروس نقص المناعة. ولكن نظرًا لأن معظم الناس لن يفعلوا ذلك بالتأكيد؛ كان من الأفضل منحهم الأدوات الوقائية لممارسة الجنس بأمان قدر الإمكان، كوسيلة لإدارة الأزمة أو التعايش معها.

عندما يكون هناك استقطاب شعبى بين خيارين؛ البقاء في المنازل إلى أجل غير معروف، أو العودة إلى العمل وممارسة الحياة المعتادة، فإن فكرة “الحد من الضرر” وتوفير الأدوات المناسبة، قد تعطينا فرصة مثلى لإلتقاط الأنفاس.

ولكن ما الذي يمكن أن نفعله لتقليل الضرر على أنفسنا وعلى الآخرين إذا اختارنا الخروج؟

فى مقال سابق بعنوان (موجب كورونا: أين وكيف؟)، ناقشنا جوانب الخطر المباشرة لكسر الحجر؛ كيف يمكن ان تتم العدوى، حيث كان الاتفاق انها تتناسب طرديا مع مدة التعرض، وكذلك وكثافة التعرض لجسيمات فيروسية فى مواقف شتى. وهنا وجب علينا ان نصنع الاختيار الصحيح والعودة لتطبيق النصائح الوقائية الكلاسيكية:- اغسل يديك. لا تلمس وجهك. البس قناعا. تجنب الأسطح المشتركة والإعدادات المزدحمة ، واحتفظ بالمسافة متران بينك وبين الآخرين – من الأشخاص الذين لا تعيش معهم. إذا كان عمرك 65 عامًا أو أكثر أو تعاني من حالات صحية مزمنة ، يجب أن تأخذ كل هذه النصائح بجدية أكثر.

ربما هناك نصائح أُخرى اكثر متعة، حتى نكسر الملل والحجر معًا. على سبيل المثال ، الاستفادة من الهواء النقي خارج البيوت، في المزارع والخلاء الفسيح، خصوصًا اذا كنت ترغب في مقابلة بعض الأصدقاء أو العائلة ، مع تقليل نسبى للاتصال كلما أمكن. أهم شيء هو تجنب الأماكن الداخلية، والتى تشمل عوامل أساسية للخطر، أهمها مدة وكثافة التعرض لمصدر العدوى.

إحدى الدراسات الصينية غير المحكمة تقرر أن لكل ثلاثة أشخاص مرضى بكورونا فى المدن والمزدحمة، قد يوجد مريض واحد فقط يعيش في الهواء الطلق. ووجدت دراسة أُخرى في اليابان أن احتمالات انتقال عدوى كوفيد-19 في بيئة مغلقة كانت أكبر بـ 18.7 مرة مقارنة ببيئة الهواء الطلق.

المراجع للاطلاع:

فيصل رضوان: موجب كورونا: أين وكيف؟ انظر : جريدة عالم الثقافة

http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=11103

H Nishiura et al.: Closed environments facilitate secondary transmission of coronavirus disease 2019 (COVID-19). MedRxiv.

https://doi.org/10.1101/2020.02.28.20029272

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى