ضحايا الطّبيعة .. أم ..؟

ناهد بدران | شاعرة سورية – لندن

 

خُصِفت أثواب الرّحمة

و رُجم الرّجاء بمنجنيق البطش

نستعين برافع السّماء و باسط الأرض

و في ثنايا القلب غصّة تطعن الرّوح كلّ نبضة 

هاربة من قفص الغصّات

 يا غيم كيف غفلت عينك عن أجنة الثّرى ..!!

ثُكلت السّنابل الشّامخة و أوقدت رأسها قبلة المنجل 

فركضت هائمة تجرّ الفناء 

تسابق الرّيح لتبتلعَ حلم الفقراء

لو كانت دموع القهر غيثاً لأخمدت بركان

 بين المطرقة و السّندان حلم عالق

بثنايا غصّة حارقة

و بشائر سُحقت قبل أن تحمل للتّنور 

رائحة الخبز و ضحكة الأطفال 

ناءتْ بحملها الأرضُ و أباض الكلأ 

في فيافي محروقة الأجفان . 

لم تبصر .. من طعن خاصرة الأمل ..!

ينمو في جنبات الرّوح عليق يمتصّ أرواحنا ..

ترقصُ ألسنة النّيران تغوي مواسم الأمل

تضمها بغدر و تنثرها رمادا 

محرقةٌ تُلقى في أوراق الحلم لتقشعرّ

الذّاكرة العارية

فمن يستر عورة الأماني و قد اغتصبَت 

من جهات أربع و هي البتول في ثوب أخضر مقصوص الزّوايا على انبلاج الضّوء الأسنى 

تتعجّب السّماء .. من اسوداد الأرض

فجنانها مغلقة في وجه الشّر 

و كوثرها على طهر الآيات رتّل خريره

لا زالت زرقاء تتنقّل الشّمس في أزقتها بآمان

و ينام القمر على أكتافها هانئا

تاركاً الأرض الحبلى في مخاضها العسير …

و يبقى السؤال .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى