الشعر وحده لا يكفي للبحث عني
وصال الأسدي
ضعتُ من أمي
مائة مرة قبل هذه
أفلت يدها الناعمة…
وعشت جيلي بنكرانٍ عام
كلما رأيت على الرف كتاباً بهلوانياً
يقف محني الظهر
يحمل ألواناً وزخارفَ لحقته بعبثية
ونسيت طريق العودة
لها بليلةٍ مكفهرة
رأيت المختالين بإنجازاتهم
والفرحين بضخامة أسمائهم
وكبر رؤوسهم
والمتبخترين بشواربهم وعضلاتهم
ومن أخافني شكلهم
كنت نحيفة جدا
واصبت مرتين بالأنيميا
لا آكل ما تعده أمي
أفضل فقط شمّ رائحة الكتب القديمة،
وتناول شيء من حلم اليقضة ومحادثة أبطال الرواية ..
أولئك الذين تتجلى فيهم
طاقة البلادة والضجر
والممتلئة أحشاؤهم بالضحايا…
انتظرتني كثيرا
كانت تعتقد أنه يمكنها أن تستعيديني بيدين موصومتين
فعدت لها هشة وقوية
أحمل الكثير من الشعرِ
وحقيبة من قصائد
فتحت صدرها للعقوبات
لكنها لم تتعرف عليّ
ولا مرة
إلا عندما تهبط جوارحي
نائحة على أرض القصيد