للغياب حديث آخر

سامي ابو شهاب / الاردن

في صمت فوضوي …
أحاول أن ابتكر لنفسي أبجديات …
أهزم بها الغياب …
أحشو السطور في عبثية لا متناهية…
أدسني بين الحروف …
أفتش عن جثث …
بها احتمال الحياة …
أفك أغلالي …
وأعدل استقامتي …
ماذا بعد هذا الغياب …
ذكريات أصيرها …
وأوراق صفراء أجنيها من خريف مضى …
أساعد أفكاري على النهوض …
… أفتح منفرجا لها..
الليل قابع في ركن …
يخيط حلمي المكسور …
تطوف بي الكوابيس …
فيلج الوهم حقيقتي …
أخمن في معزوفتي …
التي كنت أرددها ذات زمن …
من يحفظها …
يحفظني …
و من ينشدها …
يراقصني …
من …
ومن …
ومن….
عرائش الخوف تتدلى من شرفتي …
أتوارى خلف القضبان …
أسترق الحضور الباهت …
خنت …
و خانتني أشياء …
خنت وجودي …
حين اندثرت …
خنت ذاتي …
حين أفنيت …
أغرستي في الخفاء …
خنت من حولي
حين اختفيت دون معالم …
كنت مجهول …
وبقيت..
أصرخ في الظلام …
فلا شيء يقلقني …
سوى عري بوحي …
وانكسار قلمي …
وجفاف اسطري …
الخبر المر …
أنني هنا بذاتي …
بجسدي …
متهم بالغياب …
وأنا ذاك الحاضر …
البرئ …
كان للغياب حديث آخر …
وكنت هنا …
ولو في صمت …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى