أبطَالٌ مِنْ أَرضِ كَنعان

فايز حميدي | السويد


-١-
الَّشمسُ رَقدتْ في سَريرِ الليلِ
والخَريفُ يَتَمطى
والنجومُ تبتسمُ في سَكينةِ الفضاءِ العَميق

بطيئاً يَمضي الليلُ
والأيامُ زاحفةٌ في فَضاءِ الذَّاكرةِ
وَقُشورُ الزَّمن تتأكلُ
والروحُ مُتعبةٌ
والفَضاءُ مُستغرقٌ في صَمتهِ الأبَدي

بَصمَةُ الحُزنِ وأنتِ يا حَبيبَتي
تَمُسانِ شِغافَ قَلبيَّ بأناملٍ مِن ضوءِ
وَتَثويانِ في الَلاوعيِ من ذَاكرتي
أنا المَنفيُّ مُترباً بالاكتِئابِ
أُقارِعُ الريحَ …

صَباحٌ طَريٌ كالجُرحِ مَغسولٌ بِالنَدى
وَديعٌ مُتدثرٌ بِغلالةً من ضَوءِ

جَاءَ النَبأُ !!
بمَهابةٍ وَجلالٍ
وانشَقَ الليلُ عن وَميضِ البَريقِ

طَارَ الخَبرُ !!
طافَ بينَ سَحائبِ الأمَل
سَكنَ الحَرفُ الأنفاسَ
صارَ لحناً
وأخذَ من الياسمينِ رَحيقَه

هيَ الإِرادةَ الحُرة
لرِجَالاتٍ* صَنَعوا القَدرَ
امتَطوا صَهوةَ الصَهيلِ
وصَادقوا الريحَ
وَضمَخوا الليلَ بالفَخرِ والضياءِ
فَانحنتْ مُدنٌ واعتَزلتْ تَاريخَها الأليفُ
وأشجَّارٌ تَلاقت

يَا نسلاً من أرضِ كنعانِ
من سُلالةِ طائرَ الشَّاهين*
قُدَّ من نورٍ لابِساً قامةَ الهَواء

أَعطيتم للوَقتِ صَوتهِ في مَتاهاتِ الفَضاءِ
وأنَرتمْ العمَّرَ في هَامةِ الليلِ الجَريح
بَعدَ أن دَلَّس الزيفُ أديمَ البلاد
-٢-
نادتْ القُدسُ فَردت غَزةُ
وَكَانت للوَطنِ أنتماءُ
تَضحِياتُكم لها في كُلِّ بيتٍ صَدى
أنتم القِبَّلةُ والمُبتغى
لا منْ تَوَسدوا سَلامَ السَّراب
والرَّغباتُ الوَاهِنة
أنتمْ مَنْ أنارَ المسَّار بنجمةِ المِيلاد
وَردَّ الروحَ للقلبِ الذي ضلَّ خُطاه

يَا وَطَنيَّ التَمّوا التَمَّوا
لا تُخدِروا جُرَحُكمُ المَفتوح
وَمزِقوا اليَأسَ
رَغمَ انكِسارَ الضَوء في الوَطنِ الجَريح

خُطواتِكم نُورٌ ..
قَاماتِكم غَاباتٌ
وأصَابِعكم رَبيعٌ
جَسدٌ يَنهضُ
نارٌ تَتقدٌ لا تَهدأُ إوَارُها
بحرٌ يَعودُ من هِجرتِه ..
إنَّهُ الفَجرُ القَريب …
^^^^
^رجالات : أبطال نفق الحرية في سجن جلبوع .
طائر الشاهين :طائر من فصيلة الطائر الحر .
( القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى