زلزلة القيم والأفكار.. شرط حصول أي تغيير في المجتمع العربي

سمير حماد | سورية

بعد أن حاول مفكرو النهضة فتح الباب لتدخل رياح التغيير إلى المنطقة العربية, قام أحفادهم بإغلاق هذا الباب، مع العلم أن الكل متفقون, أن التقدم لن يتم إذا لم تفتح هذه الأبواب المغلقة في وجه الأفكار والمبادئ المعاصرة والحداثية، أقصد, أنه من دون علمنة المجتمع, ومدنيته, لن تتحرك المنطقة خطوة إلى الأمام, ولن تدخلها الحداثة ويتم التطور فيها.
مفكرو النهضة أبدعوا أفكارا عظيمة مازلنا نرددها ونباهي بها, وكانوا أكثر جرأة وصراحة منا, لكن, لماذا لم يتمّ التغيير يا تُرى؟ يبدو أن هذا لن يتمّ يومها, ولن يتمّ في أيامنا, طالما كانت المؤسسات السياسية والدينية لم يلحقها أي تغيير .
يعني أن المجتمع العربي, إذا لم يحصل فيه زلزلة, بالنسبة لقيمه وأفكاره, وثقافته الاجتماعية والتاريخية والسياسية, لن يتم فيه التغيير، لكن من يقوم بهذا التغيير, المزلزل, يجب أن يكون حراً قبل كل شيء، ولا أعتقد أن هذا النمط موجود لاسلبقاً ولا لاحقاً..
هل كانت داعش قائمة بيننا وفي منطقتنا الآن بكل شذوذها, وتخلفها وجرائمها, لو توفّرت القراءة المعاصرة والسليمة للتاريخ العربي والإسلامي, وللقرآن والحديث حصراً؟
هل يوجد مثقف عربي واحد الآن, قادر على هذه القراءة جهراً؟ هل يوجد من هو قادر على طرح الأسئلة على الإسلام وملحقاته من قرآن وحديث ووحي وسيرة وخلافة، وحول المرأة؟ أليست هذه التفاصيل هي سبب ما يجري الآن؟
يجب مساءلة (المقدس) وخاصة النصوص الدينية، ومناقشة تفاصيلها، والظروف الخاصة، أليس من الأجدى والأصح أن نتعامل معها كنصوص تاريخية تماما دون الاكتفاء بتعاملنا معها كموروث ديني مقدس فقط ..لا أكثر.
بغض النظر عما شابه من زيادات وتأويلات وخرافات لا تمت للعقل وللدين بصلة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى