لو كنت أدري
خلف الملحم | سوريا
لوكنتُ أدري أنَّني ثَمِلُ الهوى |
وغرقتُ في لجِّ الصَّبَابةِ والجَوى |
لنسجتُ من صُلبِ الحديدِ عباءةً |
ورميتُ أشواقي بميناءِ النَّوى |
لكنَّهُ الخنَّاسُ أقبلَ ضاحكاً |
ألقى حبائلهُ وقدْ حاكَ الغِوى |
ياعاذلي ارفقْ بصبٍّ هائمٍ |
كفراشِ روحٍ حارَ في نارٍ هوى |
يرنو إلى العلياءِ يقطفُ أنجماً |
كعليلِ نفسٍ عنهُ قد عزَّ الدَّوا |
بشراعِ حبٍّ راحَ يعدو مسرعاً |
خارتْ عزائمُهُ فخانتْهُ القِوى |
تمشي مع الأريامِ مهراً سابحَاً |
وكأنَّ تاجَ الليلِ في خَصرٍ هوى |
ياغُرَّةَ الفجرِ المُصاحبِ صادحاً |
والزَّهرُ من ماءِ العيونِ قد ارتوى |
شلحتْ على خدِّ الصَّباحِ وشاحَها |
عندَ المساءِ كأنَّها بدرٌ ضَوى |
سِمةُ الجمالِ تفرَّدَ اللهُ بها |
أهدى لها خدَّاً وروداً قد حوى |