قِـرَاءَاتٌ لَيْلِـيَّةٌ…
صلاح الأغبري | اليمن
أُسِـرُّ لِعـَيْـنِهَا الْوَسْـنَى خِطَابا
وَ أنْتَظِـرُ الْجَـوَابَ؛ وَ لَا جـَوَابا
فَتُرْسِلُ خِلْسَةً؛ بَسَـمَاتِ رِمْشٍ
وَ تَجْعَـلُ خَـافِقِي صَبًّا؛ مُـذَابا
مُـصَابٌ مِـنْ عِـيُـوْنٍ قَـانِصَـاتٍ
عَـلى شَغَفِ الْلِقَا تَنْوِي الذَّهَابا
فَقُلْـتُ: تَـوَقَّـفِي وَ اسْتَمْهِلِيْنِي
وَ لَا تُلْـقِي عَلى لَهَفِي؛ الْحِجَابا
لِأَقْطِفَ مِـنْ بَيَانِ الْخـَدِّ؛ وَمْضًا
وَ أُرْسِلَـهُ عَـلَى ظَمَـئي؛ سـَحَابا
وَ أُسْكِرَ مِنْ سَمَا نَهْدَيْكِ؛ صَحْوِي
وَ أَرْتَـشِفَ الْلَمَى خَمْـرًا؛ رُضَـابا
شَفِيْـفُ الْبَـوْحِ؛ تَـقْـرَأَهُ الْمَرَايَا
عَلى وَجْهِي؛ وَ تَنْـثُـرُهُـ عِـتَابا
تُعَاتِبُ مَـنْ تُعَاتِبُ؟! قَالَ قَلْـبِي:
أُعَـاتِـبُ لَهْـفَـتِي خَـطَأً؛ صَـوَابا
أَجَبْتَ إِذِ التَّـغَـنُّجُ؛ لَـمْ يَجِـبْنِي
وَ أَرْدَآكَ الـــدَّلَالُ هُــنَـا؛ وَ آبــا
فَمَ مَعْـنَى ذُرَى الْأَشْـوَاقِ تَتْـرَى؟
إِذَا مَا قُـمْـتُ أَبْـتَـعِـدُ؛ اقْـتِـرَابا
وَ أَدْنَـانِـي انْـزِيَـاحُ ظَفِـيْـرَتَيْـهَا
عَـلَى صُـبْحٍ بِـهِ الْإِشْــرَاقُ غَـابا
فَـمَا لَكَ يَـا فَـؤادِي، مِنْ مُـغِـيْـرٍ
إِذَا نَـشَّـتْ ظَـفَـائِرَهَـا احْتِجَـابا
وَ لَفَّـتْ فَـرْعَـهَا ثُــمًّ اسْـتَـدَارَتْ
لِتُـرْسِـلَـهُ عَـلى عَـجْـزٍ تَصَـابَى
دَهَـاكَ، قُتِلْـتَ، قُطِّـعْتَ اشْتِـغَافًا
فَـلَـوْلَا نَـاظِـرَيْـكَ؛ لَمَـا أَصَــابـا
لِأَنَّـكَ أَنْـتَ أَنْـتَ؛ مُـرِيْـدُ عِـشْـقٍ
وَ مَـوْلَاكَ اسْتَجَـابَ وَ مَـا اسْتَجَـابا
فَـدَعْكَ الْآنَ مِـنْ شَـغَـفِي وَ غَـنِّ
عَلى إِيْـقَـاعِ خَـطْـوَيْهَـا انْتِحَـابا
وَ طَبِّـبْ لَهْفَتيْـنِ بِنَخْـبِ وَصْـلٍ
عَـلـى نَـــارَيْـنِ ذَوَّبَـنـا؛ وَ ذَابــا
عَشِـقْـنَا مَـا ارْتَشَـفْـنَا مِنْهُ نَهْـلًا
فَـمَا خِـبْـنَا وَ لَا مَـسْـعَـاهُ خَـابـا
جُـنُوْنُ الْعِـشْـقِ أَجْمَـلُهُ جَـنُـوْنًا
إِذَا فَــلَّ الْمُـحِـبُّــوْنَ الصِّــعَـابـا
أَنَـا قَـسَمَـاتُ وَجْهِـكِ فَاقْـرَئيْـنِي
عَـلى الْعُـشَّـاقِ إِنْـجِــيْـلًا؛ مُـهَـابا
مَفَـاتِنُكِ السَّكِيْـنَةُ، كِـيْفَ أَهْـذِي
أَمَـامَ الْـوَعْـي أَوْ أُلْـقِـي الْكِـتَـابا؟!
