عَراءاتُ المُرِيد

أجود مجبل-شاعر عراقي

بكلِّ الفوانيسِ
قلبي ينامُ
إذا افترسَ العابرينَ الظلامُ

ليَ البحرُ
قَبلَ اشتقاقِ المياهِ
ولي قَبْلَ كلِّ اللِّغاتِ كَلامُ

ليَ النارُ
والحجرُ المُستنيرُ
وبي مِنْ ذُيوعِ الهجيرِ
احتدامُ

على قَدميَّ اندلاعُ المَسيرِ
فكيفَ
على الطُرقاتِ أُلامُ؟

بوجهي
تنبَّأَتِ القَبَضاتُ
وأَسلَمني للوراءِ
الأَمامُ

مَشاويرُ تجلِدُها العتَماتُ فيُثقَبُ شهْرٌ
ويُكسَرُ عامُ

وأنتِ التي تقتفيها الطقوسُ،
ويركُضُ
خلفَ خُطاها الغمامُ

وتغفو الفراشاتُ
في حِجرِها،
ويهجعُ في كَتِفَيْها الرخامُ

إذا
قبَّلَتْ شفتاكِ انتظاري
تُقبِّلُ بغدادَ في العشقِ
شامُ

صلاةٌ من الولَهِ النيْزَكيِّ
على أَلْفِ جُوعٍ إليكِ
تُقامُ

أنا خَيمةٌ تَحتفي بالرياحِ
وهل تُنكِرُ الريحَ يوماً
خيامُ؟

تَبوَّأْتُ عُنفَ الشِّراكِ زَماناً
ورُمْتُ من المحوِ
مالا يُرامُ

دَعيني
أُقبِّلْكِ تحتَ الشتاءِ
فماليَ عن شفتيكِ صِيامُ

خُذيني لصدرِكِ
طَيراً غريباً
ومن حَولِهِ للرُّماةِ زِحامُ

خُذيني بكفَّيكِ ناياً
تآختْ حروبٌ على حُزْنِهِ وسَلامُ

حكاياتُهُ
نَهَشتْها الشظايا
وأَحلامُهُ البِيضُ أرضٌ حَرامُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى