عبثاً أحاول

أديبنا الكبير وعدالله إيليا/ العراق 

عبثاً أُحاولُ الإبتعادَ عنكَ يا صديقي …!!!
عبثاً أُحاولُ أنْ أصطادَ قُبلات الشمس
طعناتٌ مُلثّمةٌ تخترقُ خاصرتي
تُطالبُني عنوةً بالخروجِ من غيبوبتي
كيف أخرجُ وأنا جُثّةٌ باردة
تنتظرُ العائدين من الموتِ لدفني؟!
عبثاً أُحاولُ أن أبكي لأعود الى الحياة
لقد تعبتْ السعاداتُ من الدفاعِ عن نفسي
الألمُ يدورُ حولي دون أن يستسلم
كُلَّ يومٍ يحملُني على ظهرهِ
وحينما يتعب يحملُني في جُفونهِ
ومن شدّة فرحتي أتفيّأُ تحتَ ظلالهِ
عبثاً أُحاولُ الإبتعاد عن ألَمي
كي أحصلَ على هدوئي المُصْطَنَعْ
وأُرمّمَ ما تبقّى من أملي
لماذا يُحاصرُ الألمُ سعادة الحياة
ويُقلقُ دغدغات الهواء والقمر ؟
صرخاتهِ تطالُ فِردوسي المفقود
وتخترقُ قوة الفرح وسط الرياح
تعبرُ قلق الغيوم وذاكرة السماء
عبثاً أُحاولُ أن أنقشَ الأوقات والأزمنة
على أكتاف الغبار والضباب
كي أتذكر َ دفئي الأول وزهوي
الذي كان يجلسُ بين أشجار الصنوبر
عبثً أُحاولُ أن أقطفَ ورود وأزهار مُخيّلتي
التي أضعتُها في بيتي القديم
الذي تركتهُ وهربتُ منهُ في لحظات ضعفي
أيها الألمُ الجميل.. أرجوك لا ترحل بعيداً
أيها الصديق الصدوق الذي لا يخون
لا أستطيعُ الإبتعادَ عنكَ أبداً ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى