وإذا الجنودُ سُئلت .. بأى ذنبٍ قُتلت ؟

صبري الموجي/ رئيس التحرير التنفيذي لجريدة عالم الثقافة

بوجهه القبيح، اعتاد شبحُ قتلِ جنودنا البواسل أن يُطلَ علينا فى نفس التوقيت من كل عام، فيملأ النفسَ حسرة والقلب مرارة، دون أن يُعير اهتماما سواء لحُرمة الشهر الفضيل، الذى أنزل الله فيه القرآن، وجعله هدي للناس وبيناتٍ من الهدي والفرقان،  أو حرمةِ الدم والقتل غدرا، والذي يتسبب في تيتيم أطفال، وترميل نساء، وفجيعة  قلوب آباءٍ وأمهاتٍ وأسر.

فظاعةُ الحادث تُثبت بما لا يدع مجالا للشك أن مرتكبيه لا دين لهم، إذ كيف يستحلُ فاعلوه إراقة الدماء، مع أن ديننا يُؤكد أن سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفر، فكيف وإذا كان المقتولون جنودَنا البواسل حماة الأرض والعرض؟!

إن تكرار الحادث بنفس الكيفية والبشاعة يُؤكد أن وراءه منظمات إرهابية، ودولٍ تريد زعزعة الاستقرار داخل مصر، وغرس بذور الفرقة والصدام بين الجندية المصرية والمواطنين المصريين، مما يُفقد جنودنا روح الولاء – وهذا هو الخطر الأكبر – وتكون من نتائجه ألا يتحمس جنودُ مصر لحماية أرض يُظن أن من بين أبنائها أناسًا طابعهم الخسة حملوا السلاح، وقتلوا من يصونُ أرضهم ويحمى ديارهم؟

إن الادعاء بأن هذه الحوادثَ المُجرمة تتم بأيدى أو بمشاركة مصريين، إن لم يستند إلي دليل قطعي فمن المؤكد أنه سيُمكن الفاعل الحقيقى من الهروب من العدالة الناجزة التى تقتص لأصحاب الدم، وتأخذ حق المقتول من القاتل.

إن الحكمة تقتضى ألا نُصدر أحكاما استباقية، بل نُسارع بتشكيل لجانٍ لتقصى الحقائق، للوصول إلى الفاعل الحقيقى والاقتصاص منه أيا كان موطنه أو انتماؤه الفكرى.

إن كيل الاتهامات لفصيلٍ بعينه، هو هدف دول بعينها تُريد أن تجعل من مصر أتونا تشتعل فيه نارُ الفرقة والخلاف.

أقول: ولحل الأزمة تعالوا سويا ننتظر سير التحقيقات، وما ستُسفر عنه من نتائج، ومن تثبت إدانتُه فلتُقطع رقبتُه، ليكون عبرة لمن تُسول له نفسه ذلك الفعل الخسيس، أما كيل الاتهامات التى لا تستند إلى دليل فليس حلا للأزمة أو تضميدا للجراح، بل هو توسيع للخرق على الراقع، وتمكينٌ للجانى الحقيقى من الهروب، كما قلت سابقا.

إن نهضتنا فى وحدتنا وجلوسنا على مائدة الحوار للوصول للأنفع والأنجع من الحلول التي تخرج بمصر من أزمتها الراهنة الناتجة عن انعدام الثقة وسيادة روح الثأر.
أما دعاوي المُغرضين ممن يرفُضون المُصالحة بين الفصائل الفكرية، فإنها أشبه بنفخ (البُرص) في النار ليزيدها اشتعالا، ولن تجني مصر والمنطقة من وراء ذلك إلا الخراب.

إن من مُقتضيات الوطنية والانتماء تنحية المصالح الشخصية جانبا، وبذل قصاري الجهد لتجميع شمل الوطن، ووقف نزيف الدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى