أ علي…

ستار الزهيري | العراق

أ عليُ خُذْها من أَبيكَ الفاني
أنتَ البقاءُ وبُرعُمي وكياني

وظِلالُ حلمٍ أَستَغيثُ ببُردِهِ
وأَضُمُ روعتَهُ بقلبٍ حانِ

أوَ يَعلمُ النِّسرينُ حينَ أشمُّهُ
إني أشمُّ به شذاكَ الثاني

آفاقُكَ القُصوى تُبَشِّرُ مَطلَعاً
للمَشرِقَينِ سَويّةً في آنِ

أنا لا أَرى فيكَ البُنوَّةَ وحدَها
بَلْ أنتَ إني زائِداً إِخواني

في نَفسِكَ العُلْيا سَحابَةُ فاضِلٍ
تَسقي صِفاتِكَ من نَدى الإيمانِ

أَ عَليُ تَرويني بلطفِكَ يا بُنَي
فأَرى بقَلبِكَ يَلْتَقي الأَبوانِ

الناسُ من طينٍ حَقيقَةُ خَلْقِهم
وعليُ مَخلوقٌ مِنَ العُقيانِ

لو قِيلَ أفرادُ الخَليقةِ من ثَرىً
لحسِبْتُهُ مِنْ خالصِ المَرجانِ

مُتواضِعٌ يأَبى الدَناءَةَ طَبْعُهُ
وعزيزُ نَفْسٍ ما رَمى بهوانِ

وإذا تَحدَّثَ مثلُ ماءٍ سَلْسَلٍ
يَروي العَطاشى من نَدى العِرفانِ

أ عليُ تأتي في الزمانِ هُنَيْهَةٌ
تُلقي أباكَ لخارِجِ الأَزمانِ

وهُناكَ تأخُذُكَ الحياةُ بعَصفِها
لتعيشَ فيها لُعبَةَ الدَوَرانِ

قَلبي عليكَ أبا أَبيكَ .. ونُدبَتي
من لِلمَضى .. لَوْ لُفَّ بالنّسيانِ

إنْ قيلَ قد ذَهَبَ العزيزُ لقبرِهِ
قلتُ اصمتوا هذا العزيزُ الثاني…

.

(لولدي الحبيب النجيب
قرة العين علي العلا) . . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى