أدب
في الريف
أحمد جمعة | مصر
في الريف
فجأة تكبر الأمهات..
ومثل الحقول يجف طينهن
يتصحرن من العافية
وينشفن كما تنشف المفاصل
من الرطوبة،
ومثل البيوت
تشيخ قوالبها فلا يؤنس وحشتها
سوى الملح
يتسلقها حتى يصير سقفها
هشيما
تذروه الوحدة،
ومثل الترع يتم ردمهن
فلا تجد لهن أثرا
إلا اسما على شارع قديم
شارع الترعة..
هكذا يقال بعدما ينتهي كل شيء
كانت تسكن هنا
أم فلان!
فجأة يكبرن الأمهات
ويعدن طفلات
يلعبن وحدهن في البيوت
بالذكريات،
يرمين لعبهن على نخلات الغياب
فتساقط منها عليهن
رطب الدموع،
يفتحن في جدران خوفهن شقوقا
بالمناجل
كي لا يغيب عن عيونهن
هلال الأمل،
في الريف
حين تموت الأمهات
نغلفهن بالحرير
ثم نرسلهن إلى الله
في صناديق
ک هدايا!