محمد معتصم| الرباط – المغرب
تستمد الفنانة التشكيلية الهام العراقي عمري قوتها وتميزها من هدوءها الصوفي، ومن قلة كلامها وبعد رؤيتها للجمال في ابعاده الطبيعية والروحية، هي فنانة نادرا ما تتكلم، ونادرا ما تحتج.. تؤمن جيدا بلغة الصمت، حيث الصمت يعبر عن الدواخل المتشبعة بالسمو والرقة والصفاء ، هكذا هي الفنانة الهام التي ساعدتها جذورها الفاسية والبربرية من نسج علاقات متميزة مع الابداع الصباغي الغني من حيث الدلالات الجمالية والفنية المتنوعة، تشتغل في محرابها التشكيلي بمدينة الدار البيضاء حيث الهدوء وطمأنينة الابداع الحقيقي المقدس، وتنتج لنا متواليات جمالية، ومقامات حوارية مع الذات ومع الآخر.
لقد جاهدت الفنانة الهام العراقي على الدوام من أجل تعبير تصويري تجريدي في اعمالها الصباغية والذي تنبض روعة وجمالا ، وهذا التجريد يسمح لها بالتخلي عن اللغة بهدف افساح المجال لمشاعرها، والهروب على وجه التحديد من ترتيب الاسم والمسمى . الفنانة الهام نادرا ما تعرض إبداعاتها هنا في المغرب ، وقد شاركت في ارقى المعارض في باريس، وطوكيو.. وتمكنت في اعتقادي من تشريف الفن التشكيلي المغربي أحسن تشريف، سفيرة الفن والجمال والحضور البهي والحس الراقي والرؤية المتميزة .
في معرضها الحالي برواق الباب الكبير بالرباط التابع لوزارة الثقافة، والمستمر الى غاية 14 ماي الجاري، مناسبة حقيقة للفنانين والنقاد والمهتمين بأعمال الفنانة التشكيلية الهام وعموم المواطنين والزوار للتمتع بأعمال متميزة ومتفردة ومتنوعة: لوحات من مختلف الأحجام والأشكال، مجسمات هندسية تفاعلية ، منحوتات.. أشكال متحركة تخلق تفاعلا مع الزوار من مختلف الأعمار. معرض الباب الكبير بالاوداية اختارت له الفنانة الهام العراقي عمري موضوع “الزمن” كتيمة للحديث عن الزمن وأسرار الوقت التي تعكسهما أعمالها الابداعية الراقية من خلال أثر الألوان على صدر لوحاتها التشكيلية
