أدب

منح.. التاريخ العريق

مَنَح إحدى ولايات محافظة الداخلية بسلطنة عُمان

شعر: هلال السيابي | دبلوماسي عُماني سابق
مهداة للشيخ الفقيه خلفان بن سالم البوسعيدي تحية وتقريظا لكتابه (………)*

أجدٌكَ لو أنٌَ (١) الرٌُبا تتكلم
لهبٌَ حديثُُ من شذاها مهوٌّم

***

و طبٌَق ما بين المعالم نشره
ليغرى به في شدوه المترنم

***

يَضوعُ بفوٌَاح الأريجِ أريجُه
ويفصح عما تحته ويترجم

***

وِيُسمعُ بالتٌَسبيح كل مُسبٌَح
ويَصدَح بالتَنزيل منه مرنٌّم

***

فليس أديم الأرض لو تفحص الثرى
سوى من جمانٍ، بل أجلٌُ وأكرم

***

تريٌَثْ.. فما تحتَ الثٌرى غيرُ مورقٍ
تتيه به الدنيا علاٌ أو تهوٌّم

***

وربٌّك ما تحتَ الثرى غير عابد
يأوٌّبُ، أو داعٍ يغور ويتهم

***

وما تحت هذي الأرض إلاٌ مسبح
مناجٍ ، وإلا عابد مترحٌّم

***

وما تحتَه لو كنتَ تدركُ كنهَهَ
سوى أنجمٍ قد أنجبتهُنٌ أنجم

***

قفا بي خليلي الغداة بمربع
إذا قِيسَ بالأفلاك فهو المقدم

***

تَعاهدَه الأملاكُ في غدواتِهم
فضاء به منهم مقامُُ ومَعلم

***

يطوفون منه كالحجيجِ بمكةٍ
يهشٌُ بهم حجرُُ وتُورِق زَمزَم

***

وتشرق حارات وتسطع هضبة
وتلمع بالأنوار في الترب أعظُم!

***

أولئك قومي، من صحابة أحمد
لهم مددُُ من نحوهِم، أو هُمُ هُُم

***

فما لَهمُ إلا منَ الذٌّكر مَشرَبُُ
وما لهم إلا من الذٌّكر مَطعَم

***

تهادَوا عليه، مالَهم غير آيهِ
حياضُُ ، ولا وِردُُ أعز وأكرم

***

قضوا دهرَهم ما بين تالٍ مروٌَعٍ
وأصيدَ يدعو للإله ويَعزِم

***

فإن بَرِقت بيضُ المنَايا رأيتهم
كمثلِ الضٌواري حين تعدُو وتقدِم

***

يفدٌُون أمرَ اللهِ، والبيضُ شُرٌَعُُ
عليهِم ، وساحُ الرٌوع يهفو بها الدٌَم

***

فما منهمُ إلا هُمامُُ مُحَنٌَك
وما منهمُ إلا غضنفرُ ضَيغم

***

لهم مَشرَبُُ من عهد “عمار” لم
يَزل يمورُ بهم، والحادثات عَرَمرَم!

***

فما وَهَنوا يوماً ولا طاشَ سهمهم
اذا ما غلتْ بالقوم في الدٌّين أسهُم

***

سلام عليهم ما أعز جنابهم
وأكرمه حيث الجلال المخيم

***

فيا “منح” الاسلام ، والدهر شاهد
بمجدك ، والأيام عنك تترجم

***

فكم ذي جلال منك أشرق نوره
علينا، وكم زان البلاد معمم

***

فإنك فسطاط الهدى وصروحه
ومعلمه إن أعوز القوم معلم

***

وإنك من نزوى مقام ومعهد
وإنك من نزوى حسام مقوم

***

ولله من “خلفان” فيك مقامة
يمور بها سيف ، ويعدو مطهم

***

رأى فيك أنوار الاجلة وضٌحاً
فاغراه قلب في هواك متيم

***

وبات يرينا البرق يهتز مغرما
على واحة الفيقين، والبرق يغرم

***

وقال هنا حطٌَ الجلالُ رحالَه
ومن هاهنا ضاء الكمالُ المتمٌم

***

فرعياً لخلفان بن سالم موقفُُ
كريمُُ ، وفَرْق٢ في الكرام مُكرٌَم

***

نمته رجالاتُ الهدى وفحولُه
وقرٌبه منهم فؤادُُ ومعصم

***

فإن سارَ هذا اليوم صَبٌَاً بركبهم
فتلك خلال الشبلِ حينَ يصمم

***

عليهم صلاة الله ما أنجم الهدى
أضاءت، وما لاحت على الأفق أنجم

***

وما “منح” أوحت علينا بوامض
من النور يجلوه البيان المختم !

تنويهات:
١ أجدك: كلمة لها عدة معان، ومن معانيها القسم وهو المراد هنا، قال الأصمعي : معناه أبجد منك هذا، ونصب على نزع الخافض ، وقال ابو عمرو بن العلا: معناه أجدا منك ونصب على أقصد، وقال ثعلب: ما أتاك في الشعر من قولهم أجدك فهو بالكسر .

الفرق: هو المفرق، قال شوقي يخاطب دمشق:
صلاح الدين تاجك لم يجمٌل
ولم يوسم بأزين منه فرق

١٨ شوال ١٤٤٤هج
9 مايو 2023م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى