أدب

كفى

شعر: د. ريم سليمان الخش

ضاقت بنا الأرض حتى خلتنا جيفاً
ضاقت بنا الناس لا رُحمى ولا أسفا

***
مضرجونَ بجرحٍ لا التئامَ له
كأنّ حمرته بين الضلوع وفا!

***
قالوا عقيدتنا الحمراءُ تطلبه
أنعِم وأكرم بمن بالأضحيات وفا

***
لم يبقَ عنديَ من شريانَ أنذره
من عشرةٍ صُرمت أسقيكِ مانزفا

***
أطاعن الصبر لا كرها ولا شغفا
ماحيلة الدهر إنْ لم يُكرم الشُرفا؟

***
سئمتُ من لغتي من عجز حاضرها
سئمت من سقمٍ ماانفك ملتحفا

***
أين التبرّك من مزنٍ ومن بَرَدٍ
أين الغمام ظلال الله للحلفا؟!

***
أم أننا ثلةٌ ضاعت بأكثرنا
عنهم وعنّا سُعار العيش ماانصرفا

***
يغلي التمرّد في الأحشاء مرجله
لولا التمرّد ماعاش الفتى أنِفا

***
فلتحرق النار أجيال الخنا قُدُما
ماحاجة الدهر للخرفان والضعفا؟

***
ياليت بالنار من في صمتهم وقفوا
مثل الغراب على أشلائنا وقفا

***
ياليتني النار إذْ تكوي تخاذلهم
أن ليس ثمة تبريرٌ لتنكشفا

***
ليت المقاصل للأرواح قد حصدت
حصد المجاعة إذْ قد أينعت تلفا

***
إنّ العبيد إذا قاموا بثورتهم
ترى العجائب من آفاتهم قرِفا

***
من ادعى النبل منسوبا لثورته
هيهات للعبد أن يستوطن الشرفا

***
هم مولعونَ بحمى المال تعرفهم
على المنابر بوقٌ للذي صَرفا

***
هم الرقاب التي قد أينعت فإذا
حانت جبايتها فاستعجل الهدفا

***
ضاقت بنا الأرض..أدري ضاق منفذها
سترضخ الأرض إنْ قالت أناك: كفى!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى