أدب

يا آسر القلب

شعر: عبد الصمد الصغير| المغرب

يا آسِرَ الْقَلْبِ! قُلْ مَنْ عَنكَ يُثْنيـنِي
فَـعَنْ سِواكَ، أَنـا، لا شَـيْءَ يَعْـنيـني

كُـنْ لي صَـدُوقاً، صَـريحاً ظاهِراً وَضِحاً
قُـلْ ل: لِماذا خَيالي فيكَ يَرْميـني؟

أَوْضِحْ جَمالَـكَ، وَاظْهَرْ لي كَشَمْسِ غَدٍ
قُلْ مَنْ بٍمَنْ؟ غَرَّ مَنْ؟ كَيْ مِنْـهُ أَحْميني

يا أَيُّـها الْمُسْـتَحي! مِـنّي، بِـلا خَـجَـلٍ
تُلْـقي السَّـلامَ الَّـذي، بَعْداً، سَيُـؤْذيني

دَعْ ما تَرى مِنْ رُؤى وَاصْدُقْ، وَلَوْ كَذِباً
يا صامِـتَ الْحُبِّ أَطْلِقْ فاكَ وَاكْـفيني

شَـرَّ الـرُّؤى، ضَغْـثَ أَوْهـامٍ تَـزيدُ عَـمىً
بَعْـضٌ مِـنَ الظَّـنِّ، في شَـكٍّ سُيُلْـقيـني

أَمْسِـكْ يَـدي، ثُـمَّ دَعْني، ولا تَدَعْ يَدَها
وَاذْكُــرْ لَـهـا: إِنَّـها شَـوْقٌ يُنـاديـني

وَ إنَّـنـي لَـسْتُ مَـنْ يَـبْكي عَـلى دِمَـنٍ
وَ لا الَّـذي يَـبْـتَـغي مَــنَّ السَّـلاطـيـنِ

ما لُـكْـتُ حَـرْفَ الْهَـوى كَـالْبَـبَّغـاءِ، وَلا
شُفْـتُ الَّـتي طَـلَـعَتْ نَـجْـماً إِلى حيـنِ

يا أَيُّـها الصُّبْـحُ أَقْـبِلْ نـافِـذاً أَمَـلـي
يـا أَيُّـها الْـوَعْـدُ ذَرْني فيـكَ أُلْفيـني

أَقْـبِـلْ وَ لا تَـتَّـبِـعْ أَهْــواءَ لَـيْلَـتِـنا
وَ اطْـرُقْ بِبابِ الْهَوى تَعْـرِفْ عَـناوِيني

قَـدْ أَنْـذَرَتْني الَّتي أَهْـوى فَقُـلْتُ لَهـا
ما دُمْتِ أَنْـتِ الْهَـوى، لاشَيْءَ يَعْنيـني

لا مَـظْـهَـرٌ في عَـناويـنٍ وَ لا صُـوَرٌ
لا شَـيْءَ إِلّا جُنُـونٌ فـيكِ يَـرْميـني

لا الفـاتِـناتُ تُثـيرُ الشِّـعْـرَ مُبْـتَسِـماً
وَلا مَـلاييـنُ خَلْـقٍ عَنْـكِ تُغْـنِيـني

بَعيـدَةٌ أَنْـتِ تَحْـتَلّـينَ أَخْيِلَـتي
وَكُـلَّـما تِـهْتُ عَـنّي فيـكِ أُلْـفيـني

قَريـبَةٌ أَنْـتِ مِـنْ أَهْـلي وَمِـنْ بَلَدي
وَمِـنْ فُـؤادٍ تَـغَـذّى مِـنْ شَـراييـني

أمـيرةٌ أنْـتِ هَـلْ تَدريـنَ سَـيِّـدَتي؟
فَـإِنْ عَـشِقْـتُكُ، تـاجُ الْحُـبِّ يُعْـليـني

أَنا سؤالُ الْهَـوى ، هَلْ فيكِ أَجْـوِبَـةٌ؟
إِنّـي أُريــدُ جَـوابـاً فِيـكِ يُبْـدِيـني

بَحَـثْتُ حَتّى وَجَدْتُ الـدّاءَ، مَكْـمَـنَهُ
وَلا وَجَــدْتُ دَواءً مِـنـكِ يَـشفِـيـني

ظَـمْآنُ أَدْرْكْـتُ أَنَّ الْمـاءَ في يَـدِهِ
وَ أَنَّ تَلْـويحَـهُ لي سَـوْفَة يَـرْويـني

تِلْكَ الْعُيونُ الَّتي تَسْبي سَتَفْـتِكُ بـي
نـاراً تُـؤَجِّجُـني، لا شَـيْءَ يُطْـفيـني

كُـلُّ الْمَـواعيدِ تَـأْتي غَـيْرَ مَوْعِـدِهـا
تَـدْنُو إِلَـيَّ، وَ قَـدْ ضاعَـتْ عَـناويـنِي

يـالَـيْتَـني مِنْ بِدايـاتٍ، وَ في سَـفَـرٍ
يا لَـيْتَـها مِـنْ تُـرى في طُـورِ سينـينِ

عانَـيْتُ، قَـرَّرْتُ لْنْ أُعْفيكِ مِنْ لُغَـتي
مِـنَ الْغَـرامِ الَّـذي يُعْفي بَـراهيـنِي

يُـريـدُكِ الـشِّعْـرُ عُـنْوانـاً لِنَـهْضَـتِهِ
يُريـدُ مِـنْكِ الَّـتي تَهْـوى عَـلى ديـنِ

يا مائِلَ الطَّرْفِ، قُلْ هَلْ أَنْتَ تَسْمَعُني
قْـلْ لـي: لِماذا خَـيالي فيكَ يَرْميـني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى