أدب

دموع الذكريات (٣)

شرين خليل | مصر
أصبحت وحيدة بعد زواج أختي التي هربت من هذه الحياة القاسية تزوجت وسافرت إلى الخارج فهي كانت تشاركني الألم والفرحة القليلة . أخاف من كل شئ حتى لا تعاقبني زوجة أبي انظر إلى إخوتي وقلبي ينفطر وخاصة أخي الصغير الذي كان طفل رضيع عندما تزوج أبي وكان في رعاية أمي ولكن أحضره أبي ليعيش معنا وهو في عمر الثمان سنوات ..
انتزعه أبي من أحضان أمي التي كانت ترعاه رعاية جيدة وتخاف عليه حتى من الذهاب إلى المدرسة فهو أملها الوحيد في الحياة ..
أصبحت أمي وحيدة تعاني من المرض والإحساس بالفقد ..تعيش في مكان ونحن في مكان آخر..
يحترق قلبها من الألم ونحن أيضاً..
أخي الصغير بعد أن كان طفلها المدلل أصبح كالعصفور الجريح عندما يخطئ مثل الصغار يُعاقب معاقبة الكبار ..
أحببته بشدة فهو قريب مني في العمر وأحزن عندما أراه يبكي ويتألم عندما تضربه زوجة أبي.
لم يكن أخي فقط بل كان صديقي فلم يتبق سوانا بعد زواج إخوتي فالكل غادر هرباً..
فالتفكير في الفرار من الحياة معها كان هو الشغل الشاغل للجميع والهدف الأساسي ..
لم يهتم إخوتي بما لديهم من مواهب وقدرات في الرسم والقراءة وحفظ القرءان، فلا مجال للإبداع في وسط القيود والقهر ..
واختار كل واحد من إخوتي طريقة حياته بعد التخرج وتزوجوا واندمجوا مع زوجاتهم وتحرروا من قيود أبي وزوجته ..
أما أنا وأخي الأصغر فزاد ارتباطنا ببعضنا البعض نواسي بعض ونخفف عن بعض.. حتى تمر الأيام ونتحرر مثل إخوتي..
انهيت المرحلة الثانوية وتمنيت أن التحق بجامعة خارج المحافظة حتى اذهب بعيداً ولكن أبي رفض والتحقت بالجامعة في نفس البلدة ..انشغلت بدراستي فأنا طالبة مجتهدة وملتزمة مما لفت نظر استاذي في القسم وفي يوم سألني

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى