أدب

صاحب الكوفية واللثام

فايز حميدي | شاعر فلسطيني مغترب

-١-
يا صاحِبَ الكُوفية واللثام
يا قامةً لا تُطال
وهالةً كالليثِ هيبةً بينَ الأنام
يا جذوةً تأبى الخُمود
أنرت الدَّرب وخبزتَ الكرامةَ
واقتحمتَ الوغى دماً ولظى
وذللتَ جيش المُستحيل
ونقشتَ على هَامِ الصخور
غزَّة العزَّة ، والضفة العصَّية …
-٢-
أيها الطالع من ثغرة في أديم الثرى
مَهابة
وَهيبة
وَعظمة
ملاكاً حارساً غَرسة الأملِ
أقسمُ بالذي عَلاك مَجداً
نعلاكَ يا ابن أمي ضِفافاً مُعشبة
نعلاكَ ، دُروب الحلم والدهشة
حفرتَ السؤال على ناصيةِ الطَريق
فكانَ فجراً يضجُ بالأسئلة !!!
-٣-
القمرُ يا أبن أمي دونك مُظلم
والثلجُ دونك أدجنُ
والزمن مُقفر
وأسألُ الميركافا والأفق مُحمرٌ
وتبتسمُ قذائف المُتبَّر والياسين
ورمالَ غزةَ والرَّماد المُهشم يشهدُ
يا قامةً من دُخان
يا موتاً ينتظرُ الإعلان
-٤-
يا ابن الحُزن المُعتق
النّدى واللظى عيناكَ
وفي الأعماقِ جُرحٌ لا يُساومُ

– ٥ –
يا ابن عنقاء الرَّماد
اليوم أيقنتُ
أن العشّق ربيب الرَّدى
ونداء الحقيقةَ في الجَّوى
ودماً غائراً في يبابِ الثَّرى
هي حرقةٌ في القلبِ
وأسىً في الرُّوح
حانياً ، تفتش عن الأحبةِ
في الرَّماد والرُّكام وليالي الدُّجى
مُترب القَدمين
والرِّيحُ تَصفرُ نَائحةً عَابسةً
والقمرُ شَاحب
-٦-
يا ابن أمي
بما تبقى من ليلِ الشِّتاء
يكادُ خَافقي يُزهق نبضهُ
ودمي يتمردُ على شريانهِ
يا أمةً مَعصوبة العينينِ
لم تَرمِ حَجراً بوجهِ الليل
والزيتون معتقلُ
ياأمةً كسرتْ سُيوفها
وباعتْ خُيولها والجبين مُغبرُّ
والعدالة فيها جورٌ وطغيانا
-٧-
يا صاحب الكوفية واللثام
عبثاً تُنادي
بلاد العُرب مقفرةٌ وخلفها رُبع خالي
وخيانات الطُغاة
بيروتُ هاربة العينينِ
وعمانُ غيومٌ بلا مطر
وبغدادُ تلوكُ القيدَ
وبردى معطف رُوحي وياسمين حُزني
جَسداً أدركتهُ النَوائبُ ..
والنيلُ لا شيء غير أصداء الكلام ..
-٨-
هي وحشة التيه تَعوي
وفي أحشائِها قطيعٌ من الذِئاب
هي حرقة الرُّوح ودموعٌ تَصلبتْ
هو دمُّ الزَيتون
ومن زَرعوا ومن كَتبوا
هو نبيُّ الله عيسى
ينزفُ من دماءِ الصَّبر
ويجرُّ في غزة صَليبه

القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى