شعر: د. عزالدين ابوميزر
كَمَالُ عَدلِكَ رَبّي أنّ آخِرَةً
لَنَا وَحِسَابًا بَعدَ دُنيَانَا
***
فَالمُجرِمُونَ عَلَوْا فِيهَا بِقُوّتِهِمْ
وَالأدنِيَاءُ سَمَوْا كِذبًا وَبُهتَانَا
***
وَنَالَ فِيهَا خَسِيسُ القَومِ أوْسِمَةً
وَمَنْ يُنَافِقُ فِيهَا نَالَ نِيشَانَا
***
وَالمُرتَشُونَ بِهَا قَد رَاجَ سُوقُهُمُ
وَكُلّهُم قَد عَلَا صَرحًا وَبُنيَانَا
***
وَالطّيّبُونَ بِهَا فِي كَهفِ عُزلَتِهِمْ
عَنِ الحَرَامِ نَأوْا رُوحًا وَأبْدَانَا
***
وَلُقمَةُ العَيشِ فِيهَا كل هَمّهِمُ
وَيَجرَعُونَ كُؤوسَ المُرّ ألوَانَا
***
وَالظّالِمُونَ تَنَاسَوْا أنّهُمْ قَدِمُوا
إلَى الحَيَاةِ وَكُلّ جَاءَ عُريَانَا
***
وَسَوفَ نَترُكُهَا مِثلَ الأُلَى تَرَكُوا
وَالقَوْلُ حَقٌ وَلَا يَحتَاجُ بُرهَانَا
***
حَتّى لِمَن يَدّعِي فِي العِلمِ فَلسَفَةً
وَيُنكِرُ البَعثَ إسْرَارًا وَإعلَانَا
***
لَكِنّ مِنْ عَدلِ رَبّي أنْ سَيَجمَعَنَا
وَمُقنِعِينَ إلَيهِ الرّأسَ إذعَانَا
***
وَالكُلّ يَحمِلُ مَا قَد سَطّرَت يَدُهُ
وَاللهُ قَد وَضَعَ القِسطَاسَ مِيزَانَا
***
هِيَ الحَقِيقَةُ عَدلٌ لَا مِرَاءَ بِهِ
وَلَيسَ يَظلِمُ رَبّي كَائِنًا كَانَا