ليتني أجد طريقة.. تسرقني مني إليك
بقلم: دكتورة ريناس إنجيم
الكل واقف هنا..
وحدي من يلف حولهم..
الكل يضحك ويمرح..
وحدي أغزل من حضورهم سلما..
لـ أتنفس الصعداء..
أجلس مع نفس أحاكيها..
كيف وصلت إلى هذا الحد من التبلد..
كيف أقيني من خيبتي..
كيف أردني إلي..
بت عاجزة عن صنع لقمة فرح..
تسد رمق قلبي ..
لا أجيد شيئا..
فقط الوقوف..
عند حافة روحي..
والنظر مليا إليها..
وكأنني لا أعرفني..
أجمع شتاتها بنظراتي البائسة ..
وأحضن عبراتها..
وكأنني أرتق جدار وحدتها..
أعلم جيدا أنني..
أضعت الطريق نحوي..
كلما انتشلتني من قاع..
أجدني أنغمس..
بكامل إرادتي..
في مستنقع المسافات..
يكتنفني اليأس من كل اتجاه..
فـ أركض نحو عمري..
أضمد فتق أيامي..
بفنجان قهوة..
وبعض سجائري..
يؤلمني رضوخي للاحتراق..
وأنا التي يجتاحني الصقيع..
كلما بادرني الدفء..
ليتني أجد طريقة..
تسرقني مني إليك..
بت كـ طفل يتيم يحلم بـ عائلة..
أشتاق جدا للدفء..
الذي يكتنزني في حضورك..
وأحن إلى ذلك الشعور بالفخر..
عندما تغمرني بالكثير منك..
أشعر بـ أنني أنثى صارخة العنفوان..
طاغية الملامح..
مع سبق الإصرار والترصد..
أخبرتك مسبقا..
أن الوقوف على أطراف الوقت..
قاتل وممل..
يشبه غربة المحطات..
و اغتراب العابرين..
جعل من قصائدي..
مسرحا مترعا بالروايات..
ومترفا بالوجوه المتخاذلة..
جميعهم اختفوا في ظروف غامضة..
لم يتبق منهم سوى..
فيض من أحاديثهم..
وغيض من وشوشاتهم..
على جدار الأزقة وسيقان الشجر..