من أَرشيف الحياة

عبير أبو مرعي | غزة| فلسطين
أُطالعُ أيام الصَّبا
مِنْ ألبُوم الذاكرة الماضية
نتبادلُ صفحات الفرح الهاربة
وحنين شوق وشجن
لليال الصّبا الحالمة
وحكايات السَّمر الباسمة
وأصرخُ
هَلْ منْ مُجِيب ؟
لا أدري في أيّ واقع نعيش !
لحظاتنا تسيرُ في اتجاهٍ واحدٍ
وحنين ٌ يطوي صفحات حياتنا الهاربة
وبريق أرشيف حياتنا زائل
والوصل فيه ممزق حتى الوريد
ماذا دهى الوقت الذي نحن فيه ؟
ماذا حصل؟
هل من مُجيب ؟
ثار بركاننا بغضب شديد
وأرضنا ينبت فيها اللهبْ اللهيب
والقمر أفل نوره
والشمس ما عدنا نميز شعاعها
وبيادر مدينتنا تصحرت
وتيتمت
وقارب الذاكرة أخمدت أشرعته
هو ينتظر
وما زال ينتظر
أَصَحيحٌ كل من بها هجر؟
مدينتنا تقاوم الحنين بقهرٍ
تقف عند ضوءِ القمر
بين الشوارع والشجر
والأبنية الآيلة للسقوط
كم هي تشتاق؟
لمناسك أسوار مدينتنا
ولوشوشات الطيور
وثرثرات النساء
ومقاهي الرجال
أيّ شوق أوجع قلب مدينتنا
ماذا أضاف الألم الموجع لها
وعواصف هوجاء من المحن
وهناك من يهديها أطياف من الأعذار
والصَّمتُ والأفكار
والعين التائهة وسط الدمار
أتستغيث بالأرصفة الصَّماء
أم تنتظر رياح قادمة من بعيد
تغير الحال لأحسن حال
فتعيد لمدينتنا الحياة من جديد.



