أدب

الطللي

شعر: أحمد نسيم برقاوي
اللاطمون الثأريون
والبكاؤون والوارثون مجداً صار ماضياً
والحالمون ببعث الحياة في الجثث
طلليون هم أيتها الشمس
ولكنهم
ليسوا من شعراء الأطلال المحبين
أطلالهم وهم قاتل يسكن جمجمة من رماد
رماد لم يبق منه أثر على هذه الأرض
ولا في أعينهم صور حبيباتهم اللواتي غبن رحيلًا
أطلالهم ليس رسماً يسائله الشقي شوقاً
يا أبا نواس
وليست ديار ليلى يمر عليها قيس ليقبل جدرانها
طللي لم يقف باكياً من ذكرى فاطم
يا امرأ القيس
ولا راح يبث وجده لأطلال خولة
يا طرفة القتيل
الطللي لم تسحره موسيقى القصيدة وصوت الست
فالأطلال التي تسكن رأسه دماء غابرة صدّق رواتها
عن القوة والمجد والحق الزائف
دروس تلقاها داخل الغرف المعتمة
فأشبعته حقداً ونكوصاً وأوهاماً
حفظها عن ظهر قلب
لم يحفظ غيرها
حتى صار بلا قلب
فلم تزرع الحزن في كبده على الثكالى
ولا على سجناء قضوا
وتركوا أرواحهم على جدران السجون
ولا آوى لموسيقى الوجد وقصائده
بل استل من أجلها سيفه المفلول
من قراع الحقيقة والمحبة
ليجز به أعناق الحياة
وأزهار الفرح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى