أدب

هيا اضحكي

شادية دحبور – الزعانين – فلسطين

قولوا لها محبوبتي لا تبكي
فلِمَ البكاء ولِمَ العويل؟

حرّقتِ قلبي ومهجتي
فلأجلك صرتُ العليل

يا زهرةً الياسمين تمهلي
وكفي عن البكاء

فهذي الحياة كل مافيها
سيغدو هباءً بهباء

قطار عمرك لما يسِرْ بعدُ
والصعب حتما سيؤول
إلى يسير
ياطفلتي إن أنت تبغين
غسلَ عيونك الجميلة
فلك ما تبتغين
وإن كنت تبكين عروسك
الحسناء فسأمنحك غيرها
بعد حين
وإن سرقوا منك الحلوى
سأبتاع لك حُلواً ركوم
وإن كنتِ تبكين أباً حنونا كان
أو أما رؤوم
فستلزمين بكاءه طول
السنين
من راح طفلتي لن يعود
وسيحيا حزنه في الحشى
وكذا الحنين
فالوالدان لن يُعوَّضا أبدا
وسيقطنان القلب كما اللحن
الحزين
لكنني أخشى عليك
من الردى
أخشى على تلك العيون
يغشاها الذبول
هيا انثري احزانك فوق التلال
ودموعك الحرّى كما الودق
اسقي بها الأرض ليحيا الجمال
والقلب فيه ازرعي لون
الحياة
فالعاقل المحبوب مثلك
لا يعرف أبداً محال
بالعزيمةِ والإرادةْ توضئي
وصلّي بمحراب الأمل
و حزنك تناسي والدموع
التي كست تلك المقل
هيااطلقي ضحكاتك الرائعة
فوق أعالي الغيوم
حتى تهبط مع الغيث
على الثرى وتغسل ما به
من سموم
وتنبت الورد والعناب
وأشجار الكروم
ياطفلتي هذي الحياة إذا
ما رأت بسماتك
خجلت من نفسها ومنحتك
فرحا بلا شجون
هيا اضحكي هيا اضحكي
فالحياة قصيرةٌ ولن تدوم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى