حياة التوقف
بقلم: سليمان التمياط | السعودية
التوقف تحت أي مسمى وبأي وجهٍ كان هو جزء من الحياة وسيرورتها وليس تعطيلاَ لها؛ هو خارجٌ معها / بِها
و عائدٌ إليها غائراً بها حد التضمين والانغماس.
كل توقف هو داخل الحياة وليس خارجها. هو انبثاق منها؛ انطلاق لها/عنها و نحوها؛ كل ذلك ليس بدونها .
كل التعثرات (كمرادف للتوقفات) ومن أبرز وجوهها الموت (التوقف العظيم) وأكثرها رعباَ يندرج تحت ديمومة الحياة. حين نمارس اوأمارس “توقفي” الخاص بي أكون منغلقاً وفي ذات الوقت منفتحاً على الحياة فاعلاَ لأسبابها متفاعلاَ بها ولها ومن خلالها. تلك اللحظة التي يتم بها ادراكي واقتناعي بأني “غارق” بنهر الحياة مع انني ولأنني أقوم بتفعيل خاصية التوقف الممنوحة لي هي الحبل المتين الذي يربط حياتي الخاصة بكامل الحياة ويجعلني أستمتع بكوني “حياً” بشكل عملي وفعلي.
هذا الوعي لـ “التناقض” الظاهري “بكوننا “أحياء” رغم توقفنا هو ما يزيل هاجس القلق والتوجس من التوقف و يمحو نظرتنا غير الجيدة تجاهه بل يصنع إدراكنا ذلك من عداوتنا للتوقف محبةً تحيل هذه “العداوة الغبية” إلى رعاية ومراعاة واستشعار لنعمة هذا “التوقف” الحي الفائض بكل حياة، النشيط بكامل أناقته.