أدب

الحرية تشرق من جديد

خمس قصص قصيرة جدا

بقلم: طارق محمد حامد

1 – ثلاثة على الطريق:

    طفلٌ في العاشرة يركض كالرِّيح، شابٌّ في العشرين يشقُّ طريقه وسط الأشواك، لا يُدرك أنه من الأشواك جريح، شيخٌ في الستِّين يغرس فسيلةً ليأكل منها أبناءُ الأحفاد، شبَّ حريقٌ في جرن القمح، ركضَ الجميع، والعرق صبابة، فأخمد الحريق، ومضى الجميع في طريق البناء.

2 – خيال الخوف:

   وقف أمام خيال الحقل ترتعد فرائِصُه، ظنَّه شيطانًا، بث الفجر رسُلاً من أشعة الشمس، بدَّدت الظلمة، فسقط جثَّة هامدة، حار في أمره؛ أيَّ الأمرين يقتلع من الجذور؛ الخوف، أم خياله في الحقول؟ فاقتلع الخوفَ وغرس مكانه عهدًا جديدًا.

3 – ابني والحرية:

    حزمت متاعي، وذهبتُ إلى الميدان، تعثَّرت بدماءٍ وأَشْلاء متناثرة، حدَّثَتْني نفسي بالرجوع، تراءت لي صورةُ أبنائي، فمضيت لأقطف لهم زهورَ الحرية، عانَقْت، تطلَّعت لعبق الشُّهداء، فكان الردُّ: ليس لك مكانٌ عندنا هذه المَرَّة، ارجع وأعِد الكَرَّة، قلت: ما أمر الرُّجوع، ولكن عزائي في عودتي عناق ابني، وكانت بيننا الحرية.

4 – غربة الوطن:

     كلَّمني صديق لي مكالمة تليفونية، حمَّلني بآلام تنتابه في الغربة، وفي صوته غُصَّة، قلت: إن الوطن أحاطنا بسياجٍ من كربه، فالفقر في الوطن غربة، فتساءل متعجِّبًا: ولِم؟ قلتُ: الحاكم هو الغربة.

5 – حفرة:

       طفلة ذات شعر مجدول، يعكس ضوء الشمس كأنَّه سيف مسلول، لمعة عينيها تَفاؤل، تركض تحتضن مستقبلاً مأمولاً، سقطت في حفرة، غارَت قدماها في طين ووحول، تألَّمَت لحظات، نهضت، توكَّأت على الأمل، وأكملت الطريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى