قصيدة لا تقبل الكسر

عبد الناصر صالح | فلسطين المحتلة

رؤيا:

أَلنّظْرَةُ ـ في قاموسِ العُشّاقِ
المُحْتَرقينَ بنارِ الصَّمْتْ ـ
تَخْتَزِلُ الوَقْتْ.
والكِلْمَةُ في اللُّغَةِ المَمْنوعَةِ ـ
حُكْمٌ بالموْتْ.
والوَطَنُ هو الميلادُ
الأَبْعادُ
الوَطَنُ هو الرُّؤيا والزَوْرَقْ
قَدْ يَغْفو
قَدْ يَتْعَبُ أَحياناً
لكنْ يتأَلّقْ.
ـ هل تَعْرِفُ مَعْنى يَتَأَلّقْ ؟
ـ قُلْ لي يا مَنْ راقَ لوَجْهَكَ ويَدَيْكَ
دَمُ الشُّهداء
كيف ستوصِدُ أبوابَكَ في وَجْهِ النّارْ
وكيف ستوقف مدَّ الإِعصارْ
فوراء ضِفاف الحُزْنِ تُطلُّ ضِفافْ
يَخْضَرُّ بِها العُشْبُ
يَضُوع بِها الفَرَحُ الغامِرُ
يا أَنْتَ المُثْلِجَ صَدْرَكَ بالرّغبَاتِ
تَمَهَّلْ،
فَملامِحُ هذا الصَّيْفِ الرّابِضِ ما فَتِئَتْ
لم يُدْرِكْها في اللّيلِ جَفافْ.
.. هذا قَوْل العَرّاف
وهذا ما أعْلَنَهُ الدّفِءُ العابِرُ سِراً جَسَدي
أَثْقَلَني بالحُزْنِ السّائِبِ جَسَدي.

إِنْتسِاب:
مُمْتَطياً فَرَسَ الجوعِ الأَزْرَقِ،
مُنْتَقِلاً عِبْرَ سَراديبِ الكَوْنِ البَشَرِيّ
يُفاجِئُني صَوْتُكِ،
أَسْمَعُ في اللّيلِ صدى صَوْتِكِ
يَدْخُلُ أَحْشائي.
يَرْميني بالنَّظْرَةِ / بالوَجْدِ
وبالحَرَقاتِ المُرَّةِ
يا قَدَراً يَتْبَعُني كالموْتِ
كَطَعْنَةِ سِكّينٍ في الخَصْرِ
أَجوبُ مَحطّاتِ العالم بَحْثاً عَنْكِ.
هل تَنْتَسِبينَ إليّْ ؟
هل أَنْتَسِبُ لِحُزْنِكِ
تَنْتَسِبينَ لِحُزْني ؟
يا امْرَأةً أَوْدَعْتُ بِها كُلَّ تُراثي الكَنْعانيّ
وقادَتْني أشجْارُ الرَّغْبَةِ
مشْتَمِلاً بِعُيونِ الصُّبْحِ إِلَيْها
هل تَنْتَسِبينَ إِليَّ وَتَحْتَرِقينْ ؟
( عَهِدْتُكِ هاجِسَةً لا تَحْتَرِقينْ
جاثِمَةً لا تَحْتَرِقينَ
ولا يَشْتَعلُ فؤادُكِ خَلْفَ الأَعْمِدَةِ اللّيْليَّةِ
شَمْساً للفُقَراءْ. )
يا امْرَأةً أَنْتَسِبُ إِلَيْها
أَعْشَقُها في السِّرِ، وفي الجَهْرِ
لماذا خُنْتِ عُهودَ الفَرَحِ الإِنسانيّ
الزَّاخِرِ بالعِشْقِ
ولا تَعْتَرِفينَ بِلُغَِة العِشْقْ ؟
يا امْرأَةً أُوهِبُها جَسَدي
قِرْباناً للوَجَعِ الصُّوفِيّ
تعاليْ نَتَوَحَّدُ بالثَّوْرَةِ
نَتَحَدَّدُ بالبَرْقِ
ونَفْصِلُ ما بَيْنَ الجُزُرِ المَرْكومَةِ بالخَوْفِ
وأَمْواجِ البَحْرِ العَذْراءْ.
نَكْتَمِلُ على شَطِّ اللُّقيا
جَسَداً مُتَّحِداً بالأَهْواءْ:

مِرآة:
أَفْتَتِحُ مَراسيمَ الشَّهْوَةِ،
يَغْسِلُني ماءُ الصُّبْحِ منَ الأَلَمِ الضَّالعِ بي
تُلْبِسُني السُّحُبُ رِداءَ الشَّوْقِ
وأَكْفُرُ بِسلاطينِ العَصْرِ السَّادِيّينَ
أُغَنِّي للطُّوفانْ.
أَدْعوكِ
أَيا امْرَأةً أَعْتَرِفُ بِها
أَنْتَسِبُ إِلَيْها
أَعْشَقُها في السِّرِ، وفي الجَهْرِ
تَعاليْ نَكْتَمِلُ الآنْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى