وعد كاذب

أسماء إلياس | فلسطين المحتلة 

قصة قصيرة

افتقدتك اليوم.. لم تأت مثل عادتك لتشرب معي قهوة الصباح.. هل أصابك عارض صحي؟
– لا أنا بصحةٍ جيدةٍ.
– إذن ماذا حصل لك؟ لقد ذهبت للسفارة الأمريكية.
– خير ماذا فعلت هناك؟
– لقد قدمت طلب فيزا عمل، أنت تعلمين، كنت قد أخبرتكِ بذلك.
– نعم تذكرت، كنت قد أخبرتني بأنك تنوي السفر.. لكني لم أعط أهمية لهذا، لأني حسبتك تمزح معي.
– خبرني لماذا تريد الهجرة؟
– لا ليست هجرة.
– إذن ماذا تطلق عليها؟
– البحث عن فرصة جديدة.
– لماذا لم تبحث عنها هنا؟
– بحثت ولم أجد سوى التعاسة.
– وأنا ماذا سيحصل لي من بعدك؟ كيف لي العيش وأنت بعيد عني؟
– لن أتركك سوف نتزوج.
– كيف ومتى؟ أنا خائفة جدا، كل الأفكار السوداء بدأت تتجمع برأسي. الله أعلم إذا ذهبت، وعشت هناك، وعاركت الحياة وعاركتك هل سيبقى لي مكانة في قلبك أو أن حياتك الجديدة سوف تنسيك كل ما كان بيننا من عشق.
– حبيبة قلبي كيف يخطر في بالك أن أنسى من لها كل الأماكن.. أنت يا روضة جنتي وحياتي وكل شيء.
– إذن دعك من السفر، ابق معي، على كل الأحوال ننتظر الفيزا، ربما يرفضون طلبي.
– يا رب.
تمت الموافقة، فقد قدم أسعد مع الأوراق شهادات خبرة في مجال هندسة الماكنات، في اليوم التالي قرر أسعد أن يفاجيء روضة بزيارة صباحية، أخبرها بأنه لم يبقَ علي سوى حزم حقيبة السفر. وموافقتها.
ردّت عليه: كيف تريد مني أن أوافق على أن تنزع مني الروح هكذا بكل بساطة؟
– لكن يا حبيبتي هذا شيء مؤقت، سرعان ما أعود لأخذك فنتزوج ونعيش هناك.
بعد عامين عاد أسعد لزيارة البلاد بصحبة زوجة أمريكيّة وطفل في أحشائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى