بريء رغم أسمالي

 

زهير بردى | شاعر عراقي كبير

ظل لا يخاف  الشمس

ببراءة غانيةٍ لا يهّمها أن يسمعَها كاهنٌ على الاطلاقِ، وهدوء ظلٍّ لا يحافُ من الشمسِ، ودون رغبة معبدٍ أدقُّ ناقوساً ساطع الخجل في حيّ يسمحُ لأفكاري أن تتأرجح كبندولٍ من رغوةِ الغيم. أنا الكسول بعد مباشرة الليل بتلبيةِ حصّةِ الحياة رغم فضول الحارس وتأهّب من يقتضيهِ الامر٠ أن يمرّ لكم من النبيذ بكلّ لطفّ ورغم انّي بعد الثانية عشر مزاجي بمكرّ كي لا أكمل َطلبَ أحد كئيب حتى الورد البارد فوق التلصّص الى درجةٍ سعيدة من البصر، وأكملَ دون أثار مخدشة للحياءِ تحدّبات ِالمكان، وأملأ طيّاته الكالحة باناملي بذوقٍ مريح وأغمسُ بمللٍ خفيف آلهةً أكثر غزارة من رغوةِ ماء ٍبضجيجٍ ساخن٠ ورغم أسمالي المترامية التاريخ ونقوش تسمحُ لي قليلاً أن تكونَ متحفَاً تعبثُ بهذيان الخلق وبمقاسِ تاريخٍ جميل من الحظّ حبيس وحده الهواء الطلق٠ لا يسيرُ بكميات كافية ويكتب بيده على الأقل بتأفّف أبجديّة مستعجلة العناوين. تفتحُ ببطءٍ الصلصالَ المترهّل بإفراطٍ من شبح الموتج بلا استثناءات يافطة ٍلم تكتب أي سببٍ أثناء شيفرات سر ّمرمي في فراغٍ بشعج يبحثُ عن خرائط تنقذه من مصيره البشع، وهو يرقدُ وحيدا ًفي الخلاءالبشع.

***

قنديل امرأة عابرة

رؤيا استهلال الى كلامٍ لا شيء سوى سيرةِ عجوز ٍ. تجتاح نقيضي الذي لا يملّ من سواي بشكل من أشكال عواء، يحدّقُ في ماءٍ يحضن ُشهوتك. وتراه يعوي كي يخرجَ من سطر ٍبلا لغة ٍفي فمه٠ تنظرُ الى السماءِ حقّا فيها من غوايةِ كلّ باب  بلاد ٌ.وتحت يأسي عشبةٌ في فمِ حيّةٍ وكلّ شيء هكذا من كلّ بابٍ يتصيّدني كما خبز في فمِ امرأةٍ عذراء٠ ينسابُ وسعَ عينٍ تنعيه ِفي مرثيّة ميّت٠ تتمزّقُ أشكالَه٠ وتتمدّدُ مع بارب في يد ِجنّ. يمرُّ كمجرّد عنكبوت ينظرُ من كوّةٍ صغيرةٍ الى شمسٍ في قبر ٍلا يموتُ هو أيضا٠ ويدفعُ في تابوتٍ على شكلِ عصا فوقها قنديلاً، يختارُ من الطين الضوءَ أمَّرُّ من العشبِ والماءِ ايماءة حياة ٍ. تضجر ُمنه ولا يتوقّعُ أنّها كانت رغبة آلهة ٍتتراكمُ كهياكل تماثيل، تقلُّ زجاجةَ نبيذٍ الى امرأةٍ عابرةٍ في يوميّات ِضوءٍ منقرضٍ في طردٍ بريدي ٠الى ما سوفَ يأتي عشبةً عشبة، وكأيّ إحساسٍ أغفو قليلاًمكسوراً يترقّبُ عواءً ثملاً تحت وردِ ضجيجي، يهزّ الضوءَ مقتنعاً أنّه يليقُ به أن يسقطَ من مكان غريب من حياتي، وهي تقطنُ في فترةِ استراحةٍ تتأمّل ُ أن يبلغَ هدوء الحليب الساخن في جمجمة ٍلها دورق يعوي من البرد، وابتسامة طائشة بلا خبرةٍ تحرصُ عادة ان تجلسَ بشكل ٍخفيف في كافتريا وينفث جفافه السابق، مسترخيا ًيسقطُ ليسمعَ آخر َأخبار الهواء. يهبّ من ثقوبٍ عديدة لسماء ٍتحدّقُ بماء ٍعكرٍ. وأسمالٍ أنيقةٍ  لم ألبس مثلهاباية طريقةٍ متواضعة من أسلوب مشؤوم لا أستسيخ رائحته.

***

الكاهن سركون بولس

عند ذهابِك هناك أعتنِ  بأناقةِ سركون بولس الذي ماتَ طويلاً قبل  أن يولدَ، وكانَ يسألُ هل هناكَ المزيد من الحياة ليحبّ؟وهل هناكَ الكثير من الوسامةِ بعدَ الحياة٠ كي يذهبَ ثانية الى مدينة أين، ويحتسي مع الأب يوسف سعيد الصلاةَ الربانيٍة في كأس نبيذٍ ومع فاضل العزّاوي الذي يتركُ لدى حارسِ الحانة  شجرته الشرقيّة ويجيء ُ جان بلحيتِه ولعابه الذي يغسلهُ عجوزٌ حين ينام، ويتمدّدَ جنب عظم من كلب المدينة٠ مات ولم يكنْ الاوّل والتالي شهوداً على ضفافِ الآخر٠عند ذهابك في موعدٍ جديد قرب الاكروبول الذي جلبَ له الحياة َ،لتكون َقريباً من عتمةٍ فقط ليحملَ الفانوسَ لكي يطردَ ذئابَ الكلمات، ويبحر في مركبِ نوح الى ظلمةٍ تركها في غرفٍ مهجورة٠ يجلسُ في كرسيّهاالهزّاز ،ترابٌ يهذي بكلمةٍ من بابِ التسلية ،فكانَ يسيلُ نبيذاوفوق قفشةِ رأسه يقف ُباز ٌ،يمارسُ البصرَ مع تمثالٍ أعمى. ليكتبَ يوميٍات في سجنٍ يستضيف العقربَ في بستان، فأذهبَ لأتجرّأكثيراً فالكاهنُ في الشعرِما زال َيسعى أن يكونه، حاملا العنقاءَ من كورت سلوخ الى قصيدةٍ ثملة بعد الساعةِ الثالثة في ميناءٍ على نهر الراين يضجُّ بأمسيةٍ ماكرة وخبزٍ في منقار حماماتِ اللوفر، وقرابين ساخنة بيدِ نساءٍ ثملات. وعند ذهابك إليه لا تسير فقط تحت قوسِ حريّة فهناك يأتيك ببصرِه وبيدهِ كرسيّ حمله على ظهر  ابيه في كلّ آن وأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى