جيا .. فراشة الأزياء المحترقة
سيد هويدي | فنان بصري وناقد
“جيا كارانجي” أسطورة عارضات الأزياء الأوائل التي اخفت سكينًا خلف الملابس التي عرضتها، الفراشة التي اقتربت من النور حد الاحتراق، الفتاة التي خانها جمالها، والوحيدة رغم الشهرة الطاغية.. قدمت السينما الأمريكية قصة حياتها المثيرة المأساوية، في فيلم عام 1998 من بطولة أنجلينا جولي في دور جيا وفاي دوناواي في فيلهيلمينا كوبر ، مع مرسيدس رويل وإليزابيث ميتشل. وأخرجه مايكل كريستوف.
جيا كارانجي هي من مواليد فيلادلفيا عام 1960، تنتقل إلى مدينة نيويورك؛ لتصبح عارضة أزياء، ولفتت انتباه الوكيل القوي “فيلهيلمينا كوبر” على الفور. يساعدها أسلوب جيا وجمالها في الصعود بسرعة إلى طليعة صناعة الأزياء ، لكن وحدتها المستمرة ، خاصة بعد وفاة “فيلهيلمينا” تدفعها إلى استخدام المخدرات مثل الكوكايين والهيروين لتصبح متقلبة المزاج .
تتورط في علاقة عاطفية مع فنانة المكياج ليندا. تبدأ علاقة حبهما أولاً عندما يقف كلاهما عاريًا لالتقاط صورة ويمارسان الحب بعد ذلك.
تحاول جيا أن تصبح نظيفة وتبدأ في تناول الميثادون. ومع ذلك ، وخيرتها ليندا في إنذار نهائي. أن تختار جيا بين علاقتهما والمخدرات .. لكن جيا تعود الي التعاطي مرة أخرى .
أدت المحاولات الفاشلة للمصالحة مع ليندا ووالدتها كاثلين إلى عودة جيا إلى الهيروين. على الرغم من أنها تمكنت في النهاية من التخلص من عادتها للمخدرات بعد بذل الكثير من الجهد ، فقد أصيبت بالفعل بفيروس نقص المناعة البشرية من تعاطي المخدرات عن طريق الوريد ، والذي تطور إلى الإيدز؛ لتقضي ما تبقى من حياتها في المستشفى.
مشهد التفاوض علي ترك المخدرات بين “جيا” و “ليندا” واحد من أهم مشاهد السينما سواء عبر المباراة في الأداء بين النجمتين، في كتابة السيناريو الذي اختار أرضية الغرفة للتفاوض وتبادل كل شئ.. الأفكار والرؤي والرغبات والحب والإصرار علي المضي في طريق المخدرات، حتي نهاية المشهد التي واجهت فيه جيا الكاميرا مشيا في خطوات حد الاحتراق.
فقد اختارت “ليندا” الجلوس علي أرضية الغرفة واسندت ظهرها الي الجدار، في حالة خوف من القادم، فزحفت لها “جيا” وتغازلها برفق وتضمها، لكن “ليندا” مصرة علي التفاوض لترك المخدرات، فيما تنتزع “جيا” أدوات المخدرات منها وهي تحتضنها!
يبقي أن السيناريو كتبه كريستوفر وجاي ماكينيرني، من وحي مذكرات “جيا” وشهادات الزملاء