أدب
سيدة الموت
د. سمير شحادة التميمي | فلسطين
سيدةُ الموت
تهتزُّ
مثلَ مليكةِ نحلٍ في قِوارْ النحل
يسقطُ منْ جانبها آلافُ الجندِ
الموعودينَ بلمسٍ ما
أو نظرةِ شوقٍ
من عينيها أو قطراتٍ من شهدْ
سالتُ منْ شفتيها
فإذا اقنربَ منها أحدُ الجندِ اهتزَتْ
وربتْ وتعالتْ لوعاتُ قميصِ أُنوثتها
وانتفختْ
حتى صارتْ كرةً من موجٍ عاصفْ
وابتسمتْ وسمتْ فوقَ رقابِ الجندْ
وقالت:
عندي الشهدُ وفيرٌ
ومُصَفَّى
وعندي البسمةُ
والنسمةُ
والهمسةُ
وجنونُ الشفتينِ والشهقاتُ المخبوءةُ
في صدري وعندي
وعندي
وعندي اكثرُ من ذلكْ
مما كشَفتهُ الريحُ من ثمراتْ
ومما هو أخفى
فأَنا سيدةُ الموت
سيدةُ الحبِّ
وسيدةُ الحربِ
سيدةُ الأَفراح والأَتراحْ
واهتزتْ
وربتْ
فاهتزَّ الجُندُ على وقعِ طنينٍ في القِوارِ
وناموا
وبعدَ شهورٍ
لا أَدري أو أعوامْ
أفاقوا وهمْ يهتزونْ
وما نطقوا حرفا.