قراءة وتوقيع رواية “عصا موسي” للكاتبة د. هبة الغنيمي

مجدي بكري | القاهرة 

احتفاء بصدور رواية “عصا موسى” للكاتبة الدكتورة هبة الغنيمي أقيمت احتفالية وندوة لمناقشة وتوقيع الرواية  بمكتبة مصر العامة تحت رعاية السفير رضا الطايفي.، وقد افتتح الندوة بكلمته الشيقة قائلا :

” عصا موسى رواية مثيرة ، لعبت فيها العصا دور المايستروالذي يوزع الادوار على أبطال الرواية الرئيسيين منهم والفرعيين ، الغائبين والحاضرين منهم مثل الشيخ عبد الموجود وعرافة الزمان ونجمة الأماني وعين ابنة ملك ملوك الجان ، والحاضرين بأشخاصهم في متن الرواية مثل : موسى – جوهرة – الياس وخضري – الأعرابي وزوجته – الشيخ جعفر في واحة أمون – الشيخ مطروح وأسرته وابنه  مبارك  – خيال وزوجته عصية – عصية وزوجها البحار – الفتى شمس بائع السيوف في الواحة – القبطان قائد السفينة – مرشد الجميع الى الحجاز – آدم ابن موسى وجوهرة ، آدم ابن عبد الموجود شيخ الجامع – طارق ابن زياد – موسى ابن نصير – جوهر الصقلي – أصيلة ابنة شيخ مطروح وغيرهم .

دارت أحداث الرواية أيضا في أماكن عديدة مابين التيه في سيناء وما بين الصحراء الغربية ومطروح وواحة آمون – واحة الخير – سيوة وجبل الموتى والدكرور – المغرب والاندلس وغرناطة – سيناء – الحجاز – البحر وهوالخيط السحري في الرواية ومسار ومدار أحداثها هذا فضلا عن الذئب الظمآن المستأنس – الكلب الجائع – الفرس ” بحر” – الفرسة ” بيضاء” ، السماء بنجومها التي لطالما ناجتها جوهرة ، والصحراء بأسرارها وتقلباتها وطبوغرافيتها المتنوعة ما بين جبال وتلال ووديان وسفوح وطبائع وعادات وأعراف سكانها من البدووالرعاة .

العصا التي كانت من أبطال الرواية الأصليين وكانت العنوان ، تلك العصا التي ضاعت في البحر في في رؤيا الاستخارة الليلية لموسة وفيها هولا يجيد السباحة فتظهر جوهرة لتعيدها له .، حين طلبت جوهرة أن تكون العصا هي مهرها من موسى ، ثم العصا التي وجدها في مغارة سيوة في جبل الموتى هدية من الشيخ الراحل جعفر .

رواية بطلها موسى الذي وصفته جوهرة بأنه : ” هورجل بكل الرجال ، فارس يشع بشجاعته ، روحا تحلق بالرغبة الى مدارات السمووالجمال بقلبه وهواه ، ابراهيميا بالبحث عن حقيقة الروح ، يونسيا يناجي ربه بظله في الظلام ، يوسفي التسليم لرب العالمين ، موسويا بعقله المحتار يحاور الجبار ، آدميا يعلم حقائق الأسماء والأشياء ، ادريسيا بباطنه رفع مطانا عليا ، هوديا بغايته ز صفاء نيته ، اسماعيليا بحضوره ، يصدق غيب علام الغيوب ، محمديا بفؤاده ذي الاتصال الأدوم للقلم الأعلى ، بسيطا عاشقا ، محبا، نوره الظاهر والباطن على دين الحب .   “

وقد قدمت الندوة وأدارت النقاش : دكتورة بسمة الصقار وألقت على مسامع الحضور المتميز قراءتها الشفيفة والواعية حول العمل الأدبي قائلة :
” تمكنت الكاتبة من لغتها العربية البليغة التي ساعدتها في توصيل افكارها بدقة مناسبة تماما لزمن الرواية وخطها الدرامي الذي يحمل حس صوفي واضح . فكان اختيارها موفق جدا لعتبات فصول الرواية فجاءت علي شكل اشعار في العشق تارة للمعشوقة جوهرة  وتارة اخري للبحر الذي جمعهما اوللصحراء التي شهدت عبورهما اوعشق الهي خالص تتويجا لكل انواع العشق . وقد جاءت بنية شخصيات الرواية متمحورة حول الشخصيتين الرئيسيتين  موسي وجوهرة ومتناسبة مع دور كل منها في حياة موسي الجديدة التي تفيض حبا فجاء شيخيه عبد الموجود  وجعفر اللذان غيرا مسار تفكير موسي الي التخلي عن كل ما يثنيه عن طريق الحب .

واللافت للنظر هواختيار اسماء شخصيات الرواية ذات دلالات خاصة ، فقد جاء اسم ابن موسي ( ادم ) دلالة علي الحياة الجديدة التي اختارها موسي دون رواسب كأنه يخلق لنفسه ولاسرته عالم يضع هوفيه اول لبناته . ان الاماكان التي تجول فيها موسي وجوهرة وتدور فيها احداث الرواية تعكس اتحاد الكاتبة بالطبيعة ورغبتها في ان تجعل القارئ يستشعر الاكتمال والتمام فقط حين يتحد بها . فصحراء التيه الموحشة تتحول الي واحة خضراء . ورياحها التي تعصف تصبح نسيم هادئ ، وامواج البحر العاتية تتحول الي قطرات خفيفة تُقبِّل شواطئ قلب المشتاق . لنجدها في النهاية تقول (ان الصحراء لا تفتح ابوابها الا للعشاق ، وللمنصتين للسكون ). “

تابع الاستاذ دكتور طارق منصور، رئيس نادى أدب مصر الجديدة، مناقشة جانب آخر من العمل الأدبي قائلا : ” ( رواية عصا موسى) للدكتورة هبة الغنيمي معلقا على العنوان الملحق مقترحا أن يكون ( حوارات صوفية ) بديلا عن ( حوارية حب صوفية ) حيث يعتمد العمل على لغة الحوار بين أبطاله، وأثنى على المستوى اللغوي للعمل والذي يتناسب مع المعاني الروحية للرواية واتساقه مع رحلة بطلها موسى. كما بين أن التيه المذكور فى العمل ليس المقصود منه أرض تيه بني إسرائيل، بل التيه المعنوي والروحي في هذه الدنيا حين يفقد المرء طريقه النوراني ويبتعد عن الله.”

أما الفنان الكبير أحمد الجنايني قال تعقيبا على أهمية رواية عصا موسى :
” لعلي في نهاية الأمر اوثر الإشارة إلى اهمية أن تضاف تلك التجربة المثيرة للجدل ضمن الروايات القليلة التي احتفت بالصعود نحوطبقات الروح فسجلت إضافة جديدة لروايات شكلت الصوفية متنها .
عصا موسى إذن تأخذ مكانها بجوار (الأطلسي التائه )للمغربي مصطفى لغريبي ؛ (شوق الدرويش) لحمود زياده ؛ (موت صغير ) السعودي محمد حسن علوان ؛ قواعد العشق الأربعون للكاتبة التركية أليف شافاك .”