د.محمود رمضان | مدير مَرّكَزُ الخَلِيجَ للبُحوثِ وَالدّرَاسَاتِ التَّارِيخيَّةِ _خبير الآثار والعمارة الإسلامية
كتاب ” قطر في الخرائط الجغرافية والتاريخية 150-1931م” الذي يوضح بالادلة والبراهين العلمية الموقع الجغرافي لدولة قطر عبر الخرائط الجغرافية والتاريخية حيث يقول الدكتور محمود رمضان في كتابه : الموقع الجغرافي لشبه جزيرة قطر، وكذلك الاسم الدال عليها ظهر للمرة الأولى على جغرافية (كلاديوس بطليموس Claudius Ptolemaeus 90- 150م)، والتي وضعها في عام 150م، ونشرت في سنة 882هـ/ 1477م، وقد نشرت أيضا في الأطلس الإسلامي التاريخي An Historical Atlas of Islam حيث ظهر بصيغة “قطارا “Catara، كما أن الخرائط الجغرافية المبكرة والتي بدأ نشرها في بداية القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي، وبالتحديد في سنة 917هـ/ 1511م عن طريق برناردوس سيلفانوس Bernardus Sylvanus اعتمدت على الخريطة الجغرافية المأخوذة من جغرافية العالم كلاديوس بطليموس Claudius Ptolemaeus في عام 150م في إشارة إلى أهمية الخرائط الملاحية البرتغالية، إلا أن تلك الخرائط وما تبعها من خرائط أدخلت عدة تعديلات على صور الخليج في العصور الكلاسيكية القديمة، بالإضافة إلى وضع معلومات في قوالب زخرفية لحواشي وجوانب الخرائط، مع اتجاه الغرب إلى السيطرة على الخليج والهند كاتجاه استعماري للسيطرة على طرق التجارة وإنشاء ممالك جديدة للغرب في الشرق، ظهر اتجاه آخر جغرافي وملاحي لخدمة الاتجاه الرئيسي للمستعمرين، وتمثل في ظهور نوعين من الخرائط عرفا عند الجغرافيين المتخصصين بخرائط الجغرافية الدقيقة والمدروسة، وخرائط ملاحية تعتمد في وضعها على التخيل الجغرافي للمنطقة المراد توقيعها على الخرائط من النوع المشار إليه.
ويضيف الدكتور رمضان: ساهم رسامو الخرائط البرتغاليون الأوائل في رسم خرائط ملاحية للخليج وبلدانه المختلفة بصور اقرب إلى الواقع الجغرافي المعروف في الوقت الحاضر مع اختلاف الحدود السياسية والجغرافية التي أصبحت فاصلة بين العديد من الدول والإمارات العربية بمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية في الوقت الحاضر، ومن هذه الخرائط الملاحية خريطتان من رسم الجغرافي كاسبارو فيجاس Gaspao Viejas، يحتويان على موقع جزر غير مسماه تقع فيما بين شط العرب والبحرين.
كما أن خريطة الجغرافي البرتغالي لازارو لويس Lazaro Lewis في سنة 970 هـ/ 1563م البحرية لشرقي الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين تعد من أهم وأقدم الخرائط التي تمثل نوعية الخرائط البحرية البرتغالية المتطورة للخليج، حيث ظهرت بها شبه جزيرة قطر، باسم مدينة قطر SiDa Dc DC catar، وعلى هيئة نتوء بارز داخل مياه الخليج ورمز إلى قطر بشكل حصن كبير به أربعة أبراج ومدخل ضخم محصن ويشرف مباشرة على سيف الخليج، وقد أمكن التعرف على الحصن المذكور واتضح انه حصن الحويلة الذي كان قائماً في تاريخ إعداد خريطة لازارو لويس Lazaro Lewis المشار إليه، كما أشار لازارو لويس في خريطته البحرية الثانية إلى قطر بصيغة Catar ورسمها بشكل اقرب إلى النتوء البارز الذي رمز به إلى شبه جزيرة قطر في خريطته الأولى، إلا انه لم يضع الحصن الذي ظهر في الخريطة المشار إليها.
واستمر ظهور شبه جزيرة قطر بذات الموقع الجغرافي والرمز إليه بشكل النتوء البارز في الخليج، كما في خريطة الجغرافي لانجرين Langren في سنة 1005 ه/ 1796م، حيث أطلق على قطر اسم قاطورا Catura ، وكذلك في خرائط ب. لنجنز B. Langenes في سنة 1025هـ/ 1616م، وهندوس وبرتو Hondius and Bertius بامستردام في سنة 1025هـ/ 1616م، أما خريطة جان جونسن Jan Jansson في 977- 1075 هـ/ 1588 – 1664م فقد تغيّر بها صيغة اسم قطر إلى قطارا Catara ورمز إليها بحصن كبير مثل الحصن الذي ظهر من قبل في خريطة لازارو لويس في سنة 970 هـ/ 1563م.
أما خرائط الفرنسي الشهير نقولاس سانسون Nicolas Sanson (1600 – 1667م) ومنها خريطة رسمت في سنة 1063هـ/ 1652م، فقد ظهر النتوء الجغرافي لشبه جزيرة قطر في الجهة المقابلة للبحرين وهو ما يماثل الموقع الجغرافي الحالي لقطر، وفي خريطة أخرى رسمت في سنة 1065 هـ/ 1654م، ظهر النتوء الجغرافي المميز لشبه جزيرة قطر بالخليج العربي أيضاً.
وفي نهاية القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي كان الخليج ودوله على موعد مع خطوة جديدة في رسم الخرائط وتسجيل معالم تلك المنطقة، وذلك على يد الهولندي جان هاوخن فان لنسخوتن الذي كان يعمل لصالح البرتغال في الهند، ومن بعده يوحنا فنكبويز Vingboons 1071 هـ/ 1660 م، حيث ظهرت شبه جزيرة قطر قطارا Catara في خرائطهم على نفس النسق الذي ظهرت به من قبل في خرائط لازارو لويس، وقد أكمل جا تكسيره البارناز 1108 هـ/ 1696 م في خرائطه رسم قطر كشبه جزيرة أيضاً.
ولم تخرج خرائط الجغرافي جون بلاو Joan Blaeu 1072 هـ/ 1662 م الذي عمل لصالح شركة الهند الشرقية (1638هـ/ 1673 م)، وخريطة فاليملين/ فان كولين Valemlyn Van Keulen في سنة 1112 هـ/ 1700م، على ذكر اسم قطر (قطارا(Catara إلا أن خريطة الفرنسي مورتيه – جابيوه Mortier – Jaillot البحرية وهي نسخة معدلة من خريطة بحرية فرنسية طبعت في هولندا، قد سجلت اسم قطر بصيغة قاطورا Catura وقطرا Catra .
وفي النهاية فقد وردت قطر بأسماء متعددة خلال الفترة من 150/ 1350 هـ- 1931م) نذكر منها وفقاً للحصر الذي ورد في هذه الدراسة، كما يلي: (كَطَرَة أو كطْرَة أو قطارا Catara) ، مدينة قطر SiDa Dc Dc catar ، قطر Catar ، قاطورا Catura ، قطارا Catara ، ورمز إليها بقلعة ذات أربعة أبراج، قطر QTAR ، وبوابة قطر CATAR AGADS، قطرا Catra ، كاتوريا أو قاطوريا Catarei، قطارا Catara وقاطرنا أو قطرنا Caterna ، كتارا أو قطارا Katara ، جتر Gattar ، قاطوراك katurak ، عقير Aigar ، قطر، قطاراCadara ، القطر EL-QATAR ، قطر بصيغتها العربية، قطر QATTAR، شبه جزيرة قطر pe,ninsule Pen. de Katar، وقطرQATAR.
كما ظهرت بعض أسماء المدن القطرية الشهيرة خلال القرن الحادي عشر – الرابع عشر الهجريين، السابع عشر – العشرين الميلاديين، وسجلت على الخرائط الجغرافية مثل (الحويلة، فريحة، الدعسة، اليوسفية، الزبارة، راس ركن، دوحة الحصين، حالول، البدع، العديد، راس عمران، جزيرة شراعوه، والدوحة.
لقد شملت الدراسة والبحث ما يقرب من 512 خريطة خاصة بالخليج وشبه الجزيرة العربية، أمكن من خلال دراستها استخلاص الخرائط التي ذكر بها اسم قطر أو ظهرت بها شبه جزيرة قطر كنتوء بارز داخل الخليج، وقد بلغ عدد الخرائط المشار إليها 100 خريطة جغرافية.
المصدر:
– مؤلفات الدكتور محمود رمضان خبير الآثار والعمارة الإسلامية
-محمود رمضان ( دكتور ): قطر في الخرائط الجغرافية والتاريخية من 150 –1931م، القاهرة 2006م.
تنويه:
( جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف بموجب القانون رقم(7) لسنة 2002م وبموجب شهادة قيد بإيداع مصنف بمكتب حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة بمركز حماية حقوق الملكية الفكرية – وزارة العدل بدولة قطر بتاريخ 18/07/2010م – رقم الإيداع :700 / ح م ح م، اسم المصنف: قطر في الخرائط الجغرافية والتاريخية، مالك المصنف: محمود رمضان عبدالعزيز خضراوي ).