تاريخ

الأسلحة الإسلامية.. دراسة آثارية فنية

مجموعة خاصة بمنطقة المشاف بالوكير مختارة من الأسلحة الإسلامية

بقلم : د. محمود رمضان

أولا: الأسلحة الفردية، السيف:

السيف فـي اللغة مشتق من ساف أو هلك، وجمعها أسياف وسيوف وأسيف، وسافه بسيفه أي ضربه بسيفه، والسياف هو صاحب السيف.

السيف:

من الأسلحة اليدوية التي يستعملها الشخص المقاتل فـي الاشتباك القريب فـي حالتي الهجوم والدفاع، وقد اكتسبت السيوف شهرة واسعة بين الأسلحة فـي الحالتين المذكورتين فـي شتي المعارك الحربية والنزال فـي العصر الإسلامي وخاصة فـي الجزيرة العربية، وقد درج العرب على استعمال السيوف قي معاركهم منذ قبل الإسلام وبعده، وقد نعتوا سيوفهم بأنبل الأسلحة البيضاء وأعظمها مكانة فـي الحروب وللسيف أسماء وتعاريف كثيرة لأنه عرف منذ القدم فـي معظم بقاع العالم، وكان له شكل خاص بين كل من شعوب الأرض.

ومن هنا نشأت أشكاله المتعددة وتطور بعضها مع مرور الزمن ومع تقدم حضارة كل شعب. ولذلك كان من الصعب أن يوضع للسيف بتعريف محدد يميز به عن بقية الأسلحة اليدوية الأخرى المشابهة له كالسكين والخنجر مثلا.

هذا ويمكن تعريف السيف تعريفاً واضحاً بأنه سلاح يستعمل باليد، وله نصل طويل قد يكون مستقيماً أو مقوساً مصنوع من الحديد أو الصلب أو الزهر، ومثبت فـي مقبض له فـي كثير من الأحيان واقية لليد، وتتوقف وظيفة السيف فـي الطعن أو القطع على شكل نصل السيف، وإذا كان له حد أو حدان.

وفى خلال تاريخ السيف العريق، فقد صنع أحياناً من الحجر، وأحياناً أخرى من الخشب أو العظم، ثم من النحاس والبرونز والحديد والصلب.

كما أن للسيف أشكال عديدة منها القصير والطويل والثقيل والمستقيم والمقوس والعريض والضيق والمدبب والمستدير، ومنها كذلك السيف ذو الحد (اليتاغان والشمشير) أو ذو الحدين (القليج)، وهناك السيف المصري القديم، والآشوري، والإغريقي، والروماني، وكل منها اتخذ أشكالا شتي فـي إقليمه، ثم السيف الإفرنجي والبيزنطي، والعزلي، والصيني، والهندي، والأندلسي، والتركي، والإسلامي الجرماني.

ويمتاز كل نوع من هذه السيوف بطرازها وأساليب طرقها وصنعها وصقلها وزخرفتها ويتكون السيف من المقبض والقبيعة والشاربان أو الواقية، وتكون على شكل مستعرض على المقبض، وبتناسق الأخير والقبيعة والواقية يزيد من ثقل السيف وتوازنه وطول النصل ورقته.

وصحيح أن السيف لم يعد له اليوم أثره فـي القتال، لكنه ما زال رمزا تنطوي تحته كثير من المعاني، ورفعه نحو الهامة من ارفع ضروب الاحترام وكسره يعنى الضعة وتسليمه معناه الخضوع وها هو عنترة العبسي ينشد قائلا:

إن لي همة أشد من الصخر
وأقوى من راسيات الجبال
وحساما إذا ضريت به الدهر
تخلفت عنه القرون الخوالي

ويفاخر المتبني:
ويعرف السيف كفى إنني بطل
والرمح فـي ساعدي المفتول مطواع

وفى الجاهلية كان العربي يفخر بسيفه ويعتز به، ومن أشهر السيوف العربية، صمصامة عمرو بن معد يكرب، حيث كان يضرب به المثل فـي كرم الجواهر وحسن المنظر، حيث كان يزين برسوم وصور الحيات والأسماك.

وفى بداية الإسلام، وفى عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، كان السيف من أشرف الأسلحة وأنبلها،حيث احتل السيف مكانة كبيرة عنده، ويكفى لبيان فضله أن الرسول ” صلى الله عليه وسلم ” قال “ألجنة تحت ظلال السيوف وذلك فـي إشارة إلى مكانة السيف وفضله على الشهيد.

وينُسب إلى الرسول الكريم ستة أو تسعة أسياف، وكان لكل سيف اسم يخصه، وعرف السيف الأول: بمأثور وهو سيف ورثه عن أبيه، الذي كان يكني بابي مأثور أو يسمي مأثورا، أما السيوف من الثاني إلى الرابع فهي من سلاح بني قينقاع، حصل عليها رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” بعد إجلائهم عن المدينة، وهي القلعي أي المعدن الجيد ويطلق على الرصاص، والسيف الثالث سمي بتار أي القاطع، والسيف الرابع أطلق عليه الحتف أي الموت، وسمي السيف الخامس رسوب أي الغواص، وكُني السيف السادس بالمخذم أي القاطع، وبالنسبة للسيف السابع فقد عرف باليماني.

وأما السيف الثامن فهو من أشهر السيوف الإسلامية وقد اطلق عليه “ذو الفقار”، الذي غنمه الرسول الكريم يوم معركة بدر، وكان هذا السيف فـي الأصل (للعاص بن منبه بن الحجاج السهمي)، وقد سمي السيف المذكور بذي الفقار لحزوز فـي وسطه، تشبه فقرات الظهر، وبالنسبة للسيف التاسع فهو العضب أي القاطع، وقد وهبه (سعد بن عبادة) مع درع تعرف بذات الفضول للرسول ” صلي الله عليه وسلم ” عند خروجه إلى معركة بدر.

وهناك أسياف أخرى ذاعت شهرتها عند المؤرخين ومنها المغصوب والعرضب والحنف والصمصامة والقضيب، وذي الوشاح سيف عمر بن الخطاب “رضي الله عنه”، والقرطبي والاولق وذي القرط سيف خالد بن الوليد ” رضي الله عنه “.

وطريقة حمل السيف، تكون بتعليقه فـي الأكتاف والعوائق ولذا يقال: تقلد سيفه، أي جعله كالقلادة، وذلك بحمله على الكتف الأيمن وتركه متدليا فـي جنبه الأيسر أما إذا كان الفارس يحمل سيفين، فانه يتقلد بأحدهما ويجعل الآخر فـي وسطه، وقد علق كل واحد منهما فـي حمالته محفوظاً فـي قرابة الجلدي.

ويبدو أن السيوف التي استعملت فـي شبه الجزيرة العربية فـي ألعصر الجاهلي وفى صدر الإسلام كانت من نوع المستقيم ومنها من له حد والآخر من حدين. وجدير بالذكر إن الهند قد عرفت صناعة السيوف بخاماتها المختلفة من الحديد والفولاذ وقامت بتصديرها إلي شتي بلدان العالم، وكان العرب يستجلبونها من الخارج ليصنعون منها سيوفهم.

وتضم هذه المجموعة من الأسلحة الإسلامية مجموعة من السيوف المستقيمة والمعقوفة، وقد ُصنع معظمها من الفضة، ولُبست بعضها بالذهب، بالإضافة إلى مجموعة صُنعت من الحديد الذي كُفت بالنحاس أو الذهب، وقد ُزخرفت هذه السيوف بالآيات القرآنية والأدعية وأسماء الخلفاء والسلاطين وأسماء الصناع. أما العبارة التي شاع تسجيلها على السيوف الإسلامية فهي: (لا فتي ألا على ولا سيف ألا ذو الفقار). أما الزخارف النباتية فقد ُنفذت على السيوف بأشكالها الزخرفية المحورة واسُتخدمت الأوراق النباتية المختلفة، بالإضافة إلى التكوينات الهندسية المتنوعة، كما زُخرفت أغماد السيوف بكثير من الزخارف الكتابية والنباتية والهندسية أيضاً.

رقم (01) النوع: (سيف) SWORD

الوصف العام: سيف مقوس من الجوهر به شطب عريض أسفله بحر كتابي مذهب، والمقبض من الحديد المكفت بفصوص من الأحجار الكريمة وقد ُنقش على الفصوص الفيروزية عبارات كتابية.
الطول الكلي: 90 سم
طول المقبض: 16سم
عرض المقبض عند الواقية: 10سم
طول النصل: 67 سم
طول المنطقة الزخرفية: 31 سم
عرض المنطقة الزخرفية: 2 سم
النص الكتابي: سجل بالنصل والغمد عبارات باللغة العربية
والفارسية ونصها: (ما شاء الله – در خانة – ما شاء الله).
طول الغمد: 76سم
قطر الغمد عند الفتحة: 2 سم
التاريخ: إيران ق. 12هـ/ 18م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى