الشِّعرُ مِن فاقِدٍ للفنِّ في لَغَبِ…

محمد ناجي-مصر

لا تَفْرَحَنَّ بإغزارِ القريضِ فَكَمْ
ثَرثارِ نَظْمٍ ويَهذي دونما طَرَبِ

قُلْ واصدُقِ القَولَ هل في الذِّكْرِ آيةُ مدحٍ (م)
يَحمَدُ اللهُ فيها كثْرًة؟؟ أجِبِ

ليس الإطالةُ في الأشعارِ من أَمَمي
أمَّا الإجادةُ فيها مُنتهَىٰ أرَبي

الشِّعرُ لمحةُ فِكرٍ، تُرجُمانُ شُعورٍ (م)
ليس يَحسُنُ بالإطنابِ والخُطَبِ

وإنهُ الجَمرُ وهْوَ الثلجُ في قلقٍ
يَدُبُّ كالدَّمِ في الشُّريانِ والعَصَبِ

الشِّعرُ منِّي كَمَوْجِ البحرِ مُندفِقٌ
أعظِمْ بشِعرٍ من الوجدانِ مُنسكِبِ

والنفسُ يا صاحبي بالشِّعرِ آمِرةٌ
إنْ تَرجُ خُلْدًا إلىٰ الأشعارِ تَنتسِبِ

بهِ تَطيبُ إذا مارتْ لواعِجُها
ودونَهُ النفسُ لم تَسكُنْ ولم تَطِبِ

-متىٰ دعَوْتُ قصيدي لا يُخاتِلُني
يَبَشُّ لي سافِرًا يَعدو بِلا خَبَبِ

ومَذهبي الهمسُ إنَّ النفسَ تألَفُهُ
أساءَ مَن يُرسِلُ الأشعارَ في لَجَبِ

ما ضرَّنا إنْ جعلْنا الهمسَ مَذهبَنا؟!
رُوحُ القريضِ أرىٰ هَمسًا بلا صَخَبِ

-للهِ درُّكَ يا مندورُ من نظَرٍ
أصَبْتَ لكنَّ قرضَ القومِ لمْ يُصِبِ**

الشِّعرُ مِن دمِ قلبي يَرتوي أبدًا
وخَمْرُ مُرتزِقي الأشعارِ من عِنَبي

أُنشِدُ والقهقرىٰ عَوْدٌ لهُمْ فهُمُ
للشِّعرِ في رَهَقٍ والدمعِ في طلَبِ

وفاقِدُ الشيءِ لا يُعطيهِ مِن عَوَزٍ
والشِّعرُ مِن فاقِدٍ للفنِّ في لَغَبِ

يا رُبَّ خاطرةٍ في النفسِ ساربةٍ
كانت كقَطرةِ غيثٍ نافِعٍ سَكِبِ

أظَلُّ حتىٰ بُعَيْدِ الفجرِ مُحترِقًا
بالفِكرِ أين لذيذُ النومِ من هُدُبي؟؟

ما زِلْتُ أَتْبَعُها والفِكرُ في سُعُرٍ
والشِّعرُ في بَذَخٍ والعُقْمُ في هَرَبِ

حتَّىٰ قنَصتُ وما كُلٌّ بمُقتنِصٍ
وقد أنابَتْ وأمَّا الشعرُ لمْ يَنُبِ

وارحمتا لفَتًى بالشعرِ في أرَقٍ
حتىٰ بدا فَجرُهٌ قد حِيكَ من لَهَبِ

طَوْرًا يُقَلِّبُهُ نحو اليقينِ وطَوْرًا (م)
مُغرَقٌ في ظلامِ الشكِّ والرِّيَبِ

إنْ يَشتَهِ النومَ والأكوانُ هاجعةٌ
يَمنَعهُ جيشٌ من الأفكارِ في شَجَبِ

دُونَ الهُجوعِ لهُ خَرطُ القتادِ فلا
يَزالُ من أرَقٍ في لَيْلِهِ الرَّتِبِ

وليسَ يَرقُبُ للإصباحِ مَطلعَهُ
أنَّىٰ يكونُ وليلُ الشِّعرِ كالحِقَبِ؟!

إنْ شابَ رأسي ومَرَّ العُمْرُ مُختتِلًا
فالشِّعرُ منِّي فتِيُّ العُمْرِ لم يَشِبِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى