أحياني، فكأنّما أحيا النّاس جميعا

سميرة الزغدودي | (فـتـاة القــيـروان)تونـــس

 

مَنذورةٌ لِلحُبِّ منذُ تَبَلْوري

في نَبضِ أمّي في النّقاءِ الأطهرِ

///

من فَجرِ مِيلادِي وصُبحِ طُفولتي

وحفاوتي بِعرائِسي والسّكّرِ

///

مجدولَةٌ بِالعِشقِ شَمسُ ضَفائِري

فأنا خُلقْتُ منَ النّدَى والعَنبرِ

///

من عَهدِ هبّاتِ الصِّبَا

في عُنفوانِ أنوثَتي

منذُ الشّباب الأغبَرِ

///

منْ كَافِ تَكويني وَنُونِ تَشَكّلِي

آنستُ وجهَكَ في الفَضاءِ المُقمِرِ

///

منذُ اخْضرارِ حديقتي

منذ ابْتسامةِ سوسناتي

في ربيعي المُزهرِ

///

قبلَ اجْتياحِ النّوءِ موجَ شَواطِئي

من قبلِ وشوشةِ السّحابِ المُمْطِرِ

///

للحبّ جاهزةٌ … فأنتَ قصيدتي

الأولى التّي زَانتْ حدائقَ دفتري

///

من قبلِ

تاريخِ اللّغاتِ

وأبْجديّتِها التّي امْتزجتْ

بِروحِ الأسْطُرِ ….

///

مازلتُ أذكرُ حينَ حرفُكَ باحَ لي

يا أنتِ …أنتِ دمي فلا تتحسّري

///

وعليّ أمْلَى الصّبْرُ دُسْتورَ الرِّضَا

يا نعمة اللّه اصبري …

ثمّ اصبري

///

مازلتُ أذكرُ يومَها إذ قلتَ لي:

مازلتِ فينوسَ الصّبا

                 لم تكبري

///

كُنّا مَعاً في سَكرةٍ من عِشقِنا فَهَمَسْتَ لِي:

               يا أنتِ

               لن تتكرّري

///

ومددتَ شريانَ الفؤادِ

جسورَ وصلٍ

قائلاً :

ياحلوتي هيّا اعبري

///

إنّي أحبّكَ

أنتَ وحدَكَ

منذ أوّل خفقةٍ

أحيتْ دماءَ الأبْهرِ

///

إنّي أحبّكَ ……. كلّ كلّ هنيهةٍ

في كلّ عصرٍ من ربيعِ الأعصرِ

///

وكم اقْتربنا عندما زادَ الرّضا

إنّ الرّضا

عرشُ الغرامِ الأكبرِ

///

تستأثرُ الأشواقٌ جمرَ تمرّدي

والعشقُ أجّجَهُ لهيبُ تفجّري

///

تتسوّرُ الأحلامُ سُورَ مشاعري

لِأعيشَ في خصبِ الخيالِ الأخضرِ

///

وتزورني الرّؤيا لِأنظرَ فارساً

يختارُني من بينِ حُورِ البَربرِ

///

يا أنتَ أجملُ

أنتَ أكملُ

انتَ أثمنُ

أنتَ أنفس

من نَفيسِ الجوهرِ

///

يا أنتَ أجملُ ما يمرُّ بِخاطِري

أنت الذّي بالحُسنِ فاقَ تَصوّري

صِرنا معاً

بعدَ الوجودِ

على ضِفافِ الشّوقِ

نرشفُ من مَعينِ الكوثرِ..

///

بالحبِّ أحياني

فأحيا جنّةً

تَصحو خمائلُ عِطرِها

في المَرمَرِ

^^^^^^^

“إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى