طقوس قابلة للتأويل.. مشهد 104

شعر: د.سمير شحادة التميمي

مشهد 104

محكمةْ
صاح الحاجبْ
وقفتُ وتلفتُ
لا أحد غيري في القاعة
ولا قيد في معصمي
قلت:لعلي أحلم او أني لا أدري أين انا
فالمحكمة خالية
لا قاض بيده مطرقة تلهب اسماع الناس
ولا ناس
لا عسس في القاعة لا حراس
لا شاهد
لا ادعاء
لا أحد غيري والحاجب
الحاجب رجل في الخمسين
قوي البنية
ومفتول الشارب
وأنا في بحر لجِّيٍ
بلا قارب
قال الحاجب ماذا نفعل؟
قلت: تسألني؟
قال: ومن أسال غيرك؟
لا أحد غيرك
وملفك جاهز
فأنت خرقت قانون الصمت
والحرية في التعبير عن حق الموت
وتكلمت في المقهى في الشارع
وتحت لحافك وأنت تنام
وخرقت قانون الصمت في الأحلام
وهذي تهمة يعاقب عليها القانون
ماذا تقول؟
قلت : لا أدري ماذا اقول
إن قلتُ أحاكم
وإن كان الصمتُ حديثي أحاكمْ
وإن أدركت في نومي حلما فصرختُ
من كابوسي أحاكم
على كل الأحوال احاكم
لا أدري ضاع دليلي بين الصمت وبين الصوت
فاحكمني أنت
يا حاجب
يا سيد كل الوقت
أعلم أنك ديموقراطي ووطني
فاحكمني أنت
اعتدل الحاجب وبرَّم شاربه وقال
نقول رجل مجنون
لا يفقه شيئاً في القانون
وكفى
أتقبل هذا؟
وأعود إلى بيتي؟ قلت
قال : بالتأكيد نعم
ضحكت وقلت بصمت وبلا أدنى صوت
فالحاجب حتى الحاجب يلعب بي
وقف الحاجب محتدا وقال:
وتضحك!!! وتلا الحكم ولم يسمح لي حتى
بحقي في الصمت
يوضع منفردا طول العمر
ويكتب على باب الغرفة
رجل مجنون
اخترق القانون
ويضحكْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى