إليك أكتب يا الله

سجى مشعل | فلسطين 

إليك أكتب يا الله، فأنا لم أعد أكتب أيّة رسائل للبشر، وانصرفت أناملي عن الكتابة لغيرك، فهم لا يتقبّلون صورتي الّتي أنا عليها، ويستهزئون من صَنيعك، وما عادوا يقبلونني بِما أنا عليه، وهذا الأمر سبّب لي جُرحًا غائرًا داخلي، لستُ مُعترضة على أيّ حكم أنت صنعته في قَدَرك، لكنّي مُتوجّسة كثيرًا من الوحدة المفروضة عليّ كُرهًا وشُؤمًا. 

حسنًا، فأريدهم أن يعرفوا يا الله بأنّي لست سيّئة ولست شيئًا ممّا يصِفون، ولستُ دون أيّ شخص مهما يكن، وأريدهم أيضًا أن يعرفوا بأنّ الاستهتار في المقرّبين والمبالغة في بثّ الأذيّة وصناعتها في طريقهم هو ما يُولّد النّفور من طرفهم، أنا مُتسامحة جدًّا لكنّني لا أنسى، لا أنسى الجرح ولا الألم، أستطيع تجاوز الأشخاص لكنّ الأذيّة لا يُمكن نسيانها، فأنا لست حاقدة ولا مُبادرةً بالعدوان، إنّما طالبة الرّاحة، الطّمأنينة، وبقيّةً منّي، فالبقاء أمام لملمة آخر المحاولات لاحتمال الآخرين أفقدني شيئًا من روحي كان لامعًا في يوم ما، لستُ قادرة على الاحتمال أكثر من ذلك، فَقَرّرت أن أختار مُغادرة كلّ شخص أشعرني بالنّقص أو الخذلان، أغادر الأماكن اللّاتي لا تتّسع لي، أغادر بقيّة الأصدقاء الّذين جرحوني، وأغادر صورهم وأحاديثهم. ولن أُدير وجهي للوراء ثانية، لأنّ الاستهتار بكرامتنا ممّن نظنّهم مأمَنًا وخطّ دفاعٍ لنا هو شرّ جلل، ولست في صَدَد تحمّل علاقات كانت دومًا ما تشعرني بالألم في صدري، وبرغبتي الدّائمة في البكاء، فأنا أخبرك حتّى تساعدني لأُكمل مسيري، ولا تجعلني أعود بالحنين إلى مواضع الألم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى