محمد حسين | القاهرة
كانت صورته على فراش المرض ليست مؤلمة ومحزنة فحسب ، وإنما صادمة جدا .
صدمة لم يحتملها سكان كوكب < الفيس >
لم يسألوا عما جرى للرجل الذى يصارع المرض ، و يبدو أنه فى أوقاته الأخيرة ، وقد تغيرت ملامح وجه كلية ، حتى بدا وكأنه شخصا آخرا ، غير الذى نعرفه .
أصبحت الصورة فقط هى القضية
هاجموا من نشرها ، وأمطروه بالإتهامات .
[ 1 ]
صورة الفنان < إيمان البحر درويش >
لم يكن يجب أن تثير كل هذا الغضب
الصدمة التى حملتها
كانت تفرض طرح الأسئلة الواجبة ؛
كيف تدهورت حالته إلى هذه الدرجة ؟!٢
لماذا لم يهتم أحدا بالسؤال عنه ، فى غيابه الطويل ؟!
أين كانت نقابة المهن الموسيقية ، ونقيبها صاحب أغنية
< قشطة ياعم > ؟!
لماذا لم تهتم الأجهزة والمؤسسات بأمره ، خاصة بعد أن أثار جدلا سابقا ، بنشره فيديو يهاجم فيه الدولة ؟!.
[ 2 ]
أحسب أن الغضب من نشرالصورة
لم يكن سوى تعبيرا عن إحساس بالذنب
لقد تخلى الجميع عنه فى محنته
لم يسألوا عنه
سقط من الذاكرة
الصورة اعادته إلى الوجود
ألقت < دشا باردا > على الرؤوس
كشفت عن تقصير الجميع
فلم يكن أمامهم سوى الهجوم على الصورة .
[ 3 ]
ماذا كان سوف سيصبح عليه الأمر ، إذا لم تنشر الصورة ؟
كان < إيمان > قد أوغل فى غياهب النسيان
كل ردود الأفعال المتعاطفة والإيجابية معه
لن تكن تخرج إلى النور منها ؛
قرار علاجه على نفقة الدولة
إهتمام الرأى العام بمتابعة أحواله
إدراك إن الفنان الملتزم الذى لم يبتذل ، وكانت أعماله مثالا للرقى ، حملت معانى إنسانية وإجتماعية ووطنية ، تركت أثرها فى الوجدان العام .
صاحب المشروع الخاص فى إحياء الذاكرة ، بتراث جده المجيد < سيد درويش > سيد الموسيقى العربية ، ومجددها الأول ، الذى غنى لمصر والمصريين كما لم يغن احدا قبله ومن بعده .
مثل هذا الفنان – إيمان – جدير بكل رعاية وإهتمام
مسئولية سلامته يتحملها الجميع
هو ليس ملكا لنفسه أو أسرته
هو من أصول الوطن ، وجزء من قوته الناعمة .
[ 4 ]
لايعلم – إيمان – فى غيابه
مدى الأثر الذى تركه فى أجيال
كانت أغنيته الفريدة فى موسيقاها وكلماتها ؛
< قول ياقلم > ، والتى أستمعت إليها لأول مرة فى بداية مشوارى المهنى ، بمثابة دستورا شخصيا حرصت على أن أعمل به ، خاصة عندما يقول :
< اجعل كلامى أنامل تمسح جبين العرقانيين
وأزرع سطورى سنابل تطرح فى أرض الفلاحين
وأبدر حروفى قنابل تصبح حصاد الجبارين
وأصرخ ولم الناس افتح لنا الكراس
صفحة قصاد عينا تقرا ضمايرنا > .
[ 5 ]
إذا كان ل < السوشيال ميديا > مساوئها ، إلا أنها صاحبة فضلا كبيرا فى الكشف و التعرية ، وخلق رأى عام مساند وضاغط ، يستطيع المواجهة والتصحيح .
أين كانت ستنشر مثل هذه الصورة ؟
صورة هذا الفنان عذب الصوت ، الذى كان صاحب
< طلعة بهية > ، قضى عليها المرض والتجاهل والتهميش .
كل السلامة والعافية لهذا الفنان الوطنى المحترم
حفظ الله مصر
الله والوطن والناس من وراء القصد .
♡ فى الختام .. يغنى < إيمان البحر درويش > :
< يامصر ياحافظة قرأنك وأناجيلك
ولو تنادى من الغربة أنا أجيلك
وفى وقت الشدة أدعيلك وأنا جيلك
ومهما تموت هنا أجيال أنا جيلك
مكتوبلى أغنيلك
وأغزل مواويلك
وإن جف نبع الحب
يرويه عسل نيلك > .