ممدوح عدوان في ذكرى رحيله.. إبداع في زمن القحط، صراخ في زمن الصمت

سمير حماد – سوريا

 

أربع عشرة سنة مرّت على مغادرة ممدوح عدوان منبر الإبداع والحياة؛ غادر جسداً، لكنه بقي حياً في ذاكرتنا وخيالنا وضمائرنا.

ممدوح كان مبدعاً سورياً في زمن القحط، وحضوراً متألّقاً في زمن التغييب وصراخاً متأججاً في زمن السكوت.

صاحب نتاج غزير متنوع، ساحر ومدهش وذو مكانة شعرية ومسرحية وصحافية مميّزة، ناهيك عن الترجمة والرواية والسيناريو التلفزيوني. لا يختلف اثنان على حضوره العظيم حتى في غيابه، وهو الذي كان يرى في الإبداع لهوا لكنه لهو مقلق لأصحاب العروش ودكاكين السياسة.

إنتاج مذهل لعمر قصير 26 مسرحية و20 مجموعة شعرية، وروايتين، وخمسة كتب نثرية و25 كتابا مترجماً، وأكثر من 20 مسلسلاً

فضول معرفي كبير وغريب جعله مهموما دائما بإنجاز أمور كثيرة في الوقت ذاته أو مهجوساً بأسئلة يطرحها ويترك الآخرين منشغلين بالإجابة عنها. هذا الفضول جعله غير منشغل بنهاية الطريق الذي يسلكه قدر اهتمامه بالتفاصيل التي تعترضه، وانتقد السلطة في أوج قوتها وكان معارضا عنيدا من داخل المؤسسة الثقافية والسياسية

كان اسما من أهم الأسماء في المشهد الثقافي السوري وكان على علاقة بمن هُمّشوا ثقافياً بسبب الواقع الثقافي المنهار للمنظومة الثقافية والاجتماعية والسياسية كان حائطا يستندون عليه وملجأ لصراخهم لما ملك من جرأة نادرة في المواجهة، وهو صاحب الصرخة الشهيرة في وجه الاعلام والسلطة: (…. الأنظمة السياسية كذابة؛ لهذا لا يصدقها أحد، لا يصدق أحدٌ بيانا عن معركة بخصوص الشهداء ولا حتى عن درجات الحرارة الصغرى والقصوى) ….. (أنا أعمل في إعلام يكذب حتى درجات الحرارة وأخبار الكوليرا..)

صرخة اليمامة في مسلسل الزير سالم مازالت مدوية (أريد أبي حياً)، كأنه يقول: لا مهادنة في الصراع.

أسقط ممدوح الزير سالم في مسلسله الشهير كبطل شعبي ورفع بدلا عنه إلى الأوج الصاحب ابن عباد رجل السلام حكيم القوم ابن عباد الذي مازلنا نبحث عنه وعن السلام في وقت لا نرى فيه الا المتعطشين للدماء في هذه الحرب الخؤون حرب البسوس السورية أو داحس والغبراء العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى