موتٌ على ضفتَيكِ
قمر عبد الرحمن | فلسطين
موتٌ على ضفتَيكِ
وفَيضُ النيلِ يُغرِقُنا
كانوا يَصرخونَ مِن فوقِ الأرضِ ماءْ
صاروا يَصرخونَ مِن تحتِ الماءِ ماءْ
جفافُ الأرضِ يَحرقُنا
وماءُ الأرضِ يُغرِقُنا
وفي الضّراءِ والضّراءِ
نارُ الصّحراءِ تُحاصِرُنا
ولا نُحسنُ الشّكرَ ولا الدّعاء
موتٌ على ضفتَيكِ
وفَيضُ النيلِ يُغرِقُنا
نموتُ في السودان بالحصارِ والغرق ..
مَن بدّلَ صفةَ الماءِ للأبدْ
هذا الماءُ الذي به نحيا ..صارَ سُقيا الموتَ رأسًا على عَقَبْ
تَقطّعَت قلوبُنا عَطشًا وصِرنا نُعادي الماءَ بالتّعب
موتٌ على ضفتَيك
وفَيضُ النيلِ يُغرِقُنا
أيّهما أفضل أنْ نُفكرَ ما أصلُ البُركانِ، أم التّظاهرَ بالنسيانِ ؟؟
غِنى الأرضِ فقرْ
واتّساعُ الأرضِ ضِيقْ
وعِلمُ الإنسانِ جَهلْ
وجَهلُ المَعرفةِ وَحْل
وغَضَبُ الحاكمِ وَهمْ
وَوهمُ المحكومِ سَهمْ
وكلُّ الأضدادِ بالسُّودان
ورهانُ الحياةِ بكلِ مكان
“التّظاهرَ بالنسيان”
مَوتٌ على ضِفتَيك
وَفَيضُ النيلِ يُغرِقُنا
هادئونَ صَالَحوا القَدر
مُبتسمونَ عَانَقوا الضّجر
زَاهدونَ أَكلوا الثّمر
والقدرُ يَكرهُ الهادئين
والضَّجرُ يَمقُتُ المُتَبَسِمين
والثّمرُ يَشتِمُ الزاهِدين
فاجتمَعوا على طاولةِ النيلِ
وقرروا تقسيمَ السُّوادن لأكثرَ مِن شعبٍ ولأكثرَ مِن موتٍ ولأكثرَ مِن بحرٍ ومِن ثُمَّ الطّوفانِ والغَرقْ