كنت مطري
نهـــى عمـــر / فلسطين
أَوَ تَدري
كياني كان كَأرضٍ جَرداءَ ..
عارِيةً مِنَ الحياةِ ومِنْ كل شيء
تنتظرُ هُطولَ غيثٍ
مِنَ الغيبِ أتيتَ أنتَ صُدفَةً،
أو ربما القَدَرُ أنجَبَكَ لي ..
لستُ أدري كيفَ، أو لماذا
كُنتَ مَطَري المُنعِشَ اللَذيذَ ..
غَيثاً رَوّى جَرداءَ روحي،
فَتَحَضَّرَت للإخضِرار
زَرَعْتَ بُذورَ حُبِكَ،
فأينَعَ القلبُ حُباً بِكراً
والروحُ حَلّقَت ..
مُعانِقَةً روحَك ونبضَك
فجأةً ..
انقَطَعَ انهِمارُ غيثِكَ عن أرضِ عمري
جَفَّ كُلّي
وَجَدْتُ أُولَى شُرفات الخريفِ تَدقُّ ناقوسَ التَعرِيَةِ ..
مُعلِنَةً بدءَ شارات النهاية
وأنا أكرهُ أنْ أكونَ ورقةً ..
تسقُطُ عند أوّلِ نسمةٍ خريفية،
أو حتى شتوية
لذا ..
سَأُقاوِمُ ما استَطعتُ ..
كي لا اسقُطَ في غَياهِبِ الوَجعِ
مَنسِيَّةً .