لم أغرد هكذا بعفوية العصفور

عبد الرزاق الصغير | الجزائر

من مدة لم أبكي، أغني، أرقص كأبطال أفلام الغناء الكلاسكية

على تلك السلالم المفبركة كحي إيطالي حقيقي

لا أزال في غرفة الإنعاش بأمصال السيروم و الأكسيجين والحقن

لا أزال من نصف قرن

أسلك نفس الدرب

إلى نفس المدرسة تحت نفس الصنوبر

إستطعم نفس رائحة الخبز

ونسيم الصباح

لم أغرد هكذا بعفوية العصفور

من مدة

لم أبكي

///

في كأس ماء

تنعكس جبالا وقبائل

ومساءات صفراء باهتة

جد قديمة

و معارك أهلية

جنازات وحفلات زفاف

ملاعق القهوة البلاستيكية مغلفة وموثوقة في أكياس سكر صغيرة

 خيط دخان لازال ينبعث من عقب سيجارة مسحوقة في منفضة برونزية

 كؤوس فارغة

كأن القيامة قامت

 المرأة البيضاء ذات الفستان الأخضر المنقط بالزهر الأبيض

 على الصفحة السالفة الذكر ضارب للسواد

 على الضفة أنا وامرأة أخرى غزيرة الشعر

 في ماء  الكأس أصلعان…

السماء رمادية رصاصية ككنزة امرأة ثالثة

 الأفئدة وسقوف البيوت البعيدة متماهية

 شجرة الليمون المرشوشة بالفضة

 في الماء يابسة

 الجبل

 أجرد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى