مقال

شهادة حق.. لولا عليٌّ لهلك عمر

د. أحمد الطباخ| مصر
    الصدق في القول سمة من سمات المؤمن التقي الذي عرف ربه فلزم حدوده ووقف عند شريعته يخلص النصح للناس ولا يخشى في الحق لومة لائم لا يداهن ولا ينافق وإنما يكون مرآة أخيه ليرده إلى جادة الحق من باب الإخلاص لله والأخذ بيديه إلى طريق الحق وخير ما يجسد ذلك تجسيدا صادقا صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و -رضي الله عنهم – الذين عاشوا على ذلك وانتقلوا إلى الرفيق الأعلى وهم على ذلك العهد حكاما ومحكومين فقويت شوكتهم وطهرت قلوبهم وانشرحت صدورهم فخلت من الأحقاد وصفت من الضغائن .

    فها هو سيدنا عمر – رضي الله عنه – أمير المؤمنين يقف على المنبر ممسكاً بيده صندوقاً ويقول: أيها الناس: إن زوجتى أم كلثوم بنت علي بن أبى طالب أرسلت إلى زوجة ملك الروم هدية عبارة عن (تمر وحناء وطيب)،فردت زوجة ملك الروم عليها بهذه الهدية، وفتح عمر الصندوق أمام الحاضرين فإذا هو (مملوء بالمجوهرات).

وسأل عمر الحاضرين: هل هذه المجوهرات من حق زوجتى؟
فقال الحاضرون: نعم يا أمير المؤمنين إنها هدية بهدية ولا يشترط فيها التساوى فى القيمة
وكان فى المسجد علي بن أبى طالب والد أم كلثوم زوجة أمير المؤمنين عمر، فوقف وقال: يا أمير المؤمنين إن ظننت أنهم قد نصحوك فقد خدعوك (إنما أهديت الهدية لزوجة أمير المؤمنين)، ولو كانت امراة غير زوجة أمير المؤمنين ما أرسلت زوجة ملك الروم إليها بكل هذه المجوهرات.
فقال عمر: وبما تنصحني يا أبا الحسن؟
فقال على: أما أنا فأرى أن تأخذ زوجتك من هذه المجوهرات بما يساوى قيمة ما أهدت به زوجة ملك الروم وباقى المجوهرات يرد إلى بيت مال المسلمين. فقال عمر: (لولا عليٌ لهلك عمر).

ليت الذين يستغلون مناصبهم وكراسيهم فى الحصول على الهدايا والرشاوى والعمولات يستفيدون شيئا قبل أن ينتهى العمر ويضيع منهم كل شئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى