نور سرى
شعر: محمد القاضي | مصر
أَمــــرٌ عَظِيــــمٌ طَالَمَــا قَـــد حيَــّرَه
هَـــذَا الكَمَـــالُ مَــن الَّذِي قَد صَوَّرَه
–
هَـــذَا البِنَـــــاءُ المُحكَمَـــاتُ فُنُونُــهُ
مَــــن يـــا تُـرَى بِبَرَاعَةٍ قَد سَطَّــرَه
–
كَــــونٌ يُسافـــرُ والمَســـارُ مُحـــَدَّدٌ
وكأنَّمــــَا قَـــــدَرٌ حَكِيــــــمٌ سَيَّـــرَه
–
قَطرٌ يَطِيرُ عَلَى جَنَـــاحِ غَمَامَـــــةٍ
مَن يا غَمَامُ عَلَى جَنَاحِــكَ طَيَّــــرَه
–
مَن أَخبَرَ القَطرَ المُسَافِرَ في الفَضَا
بالمَوضِعِ المَحتُومِ حتَّـــى يُمطِــرَه
–
هُوَ وَاحِدٌ شَـــقَّ الظَــــلامَ بِنُـــورِهِ
والكَــونُ أَجمَـعُ خَاضِعا قَـــد كَبَّرَه
***
فِــي غَــارِهِ يَتلــو الصَّلاةَ مُرَاقِبـا
أَمـــرا يَهُــــزُّ مَسَـــارَهُ لِيُغَيِّـــــرَه
–
لا بل يُغَيِّرُ عَالَمـــا مِـــن حَولِـــهِ
تَاهَت بِهِ كُلُّ الــــدُرُوبِ مُحَيَّــرَة
–
نَادَى الرسُولُ اتـلُ الكِتَابَ مُبَارَكٌ
مَسرَاكَ فِي لَيـــلٍ يَرُومُ تَحَـــرُّرَه
–
فَمَضَى البَشِيــرُ عَلَى صِرَاطٍ قَيِّمٍ
يُحيِـي قُلُوبـــا نَافِـــرَاتٍ مُدبِـــرَة
–
وَيُعِيدُ تَرتِيـــبَ الحَيَـــاةِ فَأَقبَلَــت
تَزهُـــو وَقَــد كَانَت خَوَاءً مُقفِرَة
–
أَرسَى دَعَائِمَ أُمّـَةٍ مِـــن هَديِــــهِ
خَطَّت مَعَالِـــمَ صَحوَةٍ مُتَحَضِّرَة
–
وَمَضَى الهُـــدَاةُ يُنَازِلُونَ جَهَالَـة
بالنُورِ والفِكرِ الرَشِيدِ ومَحبَــرَة
***
قالــوا غُـــزَاةٌ والغُـــزَاةُ رَأَيتُمُـــــو
كَــم دَشَّنُـوا فِي دُورِنَا مِــــن مَقبَرَة
–
كَم هَتَّكُوا الوَطَنَ الجَرِيـــحَ ورَدَّدُوا
أَنَّ الجُيُوشَ أَتَت إليـــهِ مُعَمِّــــــرَة
–
هَــــذَا عَمَـــارٌ مـــا رَأَيتُ مِثَالَـــهُ
يَـذَرُ الدِّيَــارَ مُبَاحَـــة ومُدَمَّـــــرَة
–
لَكِـــن جِهَـــادُ المُسلِمِيـنَ بَـــرَاءَةٌ
مِن كُلِّ قَيدٍ رَاحَ يَغرِسُ خَنجَــرَه
–
فَإِذَا العُقُولُ الطَاعِنَاتُ بِجَهلِهَــــا
تَعدُو إِلَى شَمسِ الحَقِيقةِ مُبصِرَة
–
فَلتَسأَلُوا التارِيخَ هَل مِــن أُمَّـــةٍ
كالمسلمينَ بِهَا يُفَاخِــرُ أَسطــرَه
***
يــا سَيـــِّدَ السَــادَاتِ جِـئتُكَ بَاكِيــا
والدِّينُ يَشكُـو فِي القُلــوبِ تَعَثُّــرَه
–
حَمَلَ البَشِيرُ عَلَى يَدَيـهِ شِكَايَتِـــي
وَدَعَا الإِلَهَ اللُّطفَ فِيمَــــا قَــــدَّرَه
–
قَالَ السَّلامُ عَلَى فُؤَادِكَ يَــا فَتَـــى
أَبشِر فَوَعدُ اللهِ لِـــي أَن يَنصُــرَه
–
فَذَكَرتُ مَا لاقَاهُ مُنـــذ طفُولَـــــةٍ
وكِفَاحَـــــهُ وثَبَاتَـــــهُ وتَصَبُّـــرَه
–
وجِهَادَهُ مِـــن أَجــلِ نَشرِ رِسَالَـةٍ
سَمحَاءَ تَسعَى فِي الزَّمَانِ مُبَشّرَة
–
وأخُوَّةً أَرسَى دَعَائِـــمَ صَفوِهَـــا
مِن بَعدِ مَا مَلَّ الشِّقَـــاقُ تَكَــدُّرَه
–
وحَضَارَةً مَدَّت جُسُورَ نَهَارِهَــا
فَوقَ الظَّلامِ بِمَا يَفُوقُ تَصَــوُّرَه
–
فَــإذَا الفُــؤَادُ قَـــد اطمَــأَنَّ أَنِينُـــهُ
ومَحَا الضّيَـاءُ الأَحمـَدِيُّ تَحَسُّــرَه
–
قُلتُ السّـلامُ عَليكَ يا نُـورا سَـرَى
وعَلَـى وُجُـوهٍ مُشرِقَــاتٍ مُسفـِـرَة
–
وَرَجَعـتُ مِـن عِنـدِ النّبِيِّ مُحَمَّـلا
بُشرَى تُضَوِّعُ فِي العَوَالِمِ عَنبـَرَه
–
هَــذَا اللّــوَاءُ لــِوَاءُ دِيــنِ مُحَمّــَدٍ
مَا كَانَ شَيءٌ فِي الوُجُودِ لِيَكسِرَه