بين الحقول

عيسى ضيف الله حداد |كاتب سوري مقيم بفرنسا

قصة قصيرة 

تراءى لي في ليلتي.. وقد شغلني بعض مما أنا فيه: بدت ولاّدة الأندلسية وقد رسمت ذاتها كلوحة ” جوكندية “.. هيفاء مختالة..
ينسدل شعرها الراقص على كتفيها، كما ينساب ضوء القمر على الروابي في بلادي..- ولادة تبتسم بشفتين من عقيق…
على بغتة مني.. خرجت ولادة من ” دريئتها “وطفقت تقول شعراً.. وزجلاً..
لفيف من الفتيان أتوا المكان وهم يهرولون.. رهط من الشعراء.. امرؤ القيس.. طرفة بن العبد… بشار بن برد.. عمر ابن أبي ربيعة.. المتنبي.. محمود درويش… و نزار قباني.. تهافتوا يقولون شعراً.. وغزلاً.. – ولادة تبتسم..
بغتة أخرى، عادت ولادة إلى ” دريئتها.. ” جمهرة الشعراء أتوا.. كل يحمل قوساً وسهام..
في دفعة واحدة أطلقوا ما في حوزتهم من سهام…- فتكسرت النصال على النصال” ..الدريئة ” وولادة لم يصابا بأذى..
بغتة أخرى.. ظهر لي نهر عظيم.. يقف لفيف الشعراء على ضفة من النهر.. وقد لحق بهم أبو النواس وديك الجن الحمصي وجمع غفير من شعراء الفضاء الإلكتروني… وقد نزعوا كوفياتهم من رؤوسهم.. بها أخذوا يلوّحون…
على الضفة الأخرى.. ولاّدة تتمايل بغنج ودلال-
لا يفارقها الابتسام.. نزعت ذاتها من ” درئيتها “.. أدارت كتفيها ويممت ناظريها شطر الشمس…
على حين غرة.. أحاط بها نفر من الصبية والصبايا يحملون الزهور.. – في مزاميرهم طفقوا ينشدون..
ولاّدة هيفاء تنتصب بكبرياء، بين الصبية، بين مروج الأزاهير وعلى نشيد المزامير..
ولاّدة في وسط كرنفالها السعيد… يرحلون نحو الأفق البعيد..
على ضفتي.. طفق الشعراء يندبون.. وأنا من بينهمـ عليهم حزين..
انتبهت من غفوتي.. الكآبة والأسى قد طغى على فضاء نفسي.. !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى