أدب

قصيدتان

فوضى شرسة و لم أعرفني!

د. ريناس إنجيم | طرابلس – ليبيا

(1)

فوضى شرسة
تشنها النجوم
على حقول صمتي
ونعاس باذخ اليقظة
يسرق أحلامي
يجعل من وسادتي
محطة مهجورة
وليلي يحمل حقائبه
يساافر نحو ضوءك
ينسكب برفاهية العطر
في حدقات القصائد
أحاول إفتعال لحظة
طويلة الأمد
تشبه صبر أيوب
وأستعير من ذاكرتي
قميصك المعلق على حبالها
أمسح به وجه قدري
كي يبصرني
وأبذر بعضا منك على هشاشة وقتي
كي أسند بعضي الآخر
منذ البدء
كان علي أن اخزن اللقاءات
وأن أحمل مواعيدها على عاتق الفقد
أن أدونها ضمن مجريات
حوادث لم تكن نامية
على ضفاف الأبدية
لم أعتد تدوين شيء
إلا من خلالك
كي ترضى عني
كطفلة تتفاخر بإسم والدها
تكتبه أينما ولَّت
ربما كان للعنفوان رأي آخر
فـ انقلبت مسيرة ليل كامل
إلى حفلة تنكرية
تختبيء فيها مشاعرنا
خلف أقنعة تقطر لا مبالاة
ونحن الذين ننصهر عشقا
حتى لم يبق لملامحنا وجود
وصارت أقرب إليهم منا
كـ تنهيدة غيمة في وجه السماء
وزفرة نشوة بين أروقة الملذات
– نسيت أن أخبركم سرا:
كان غيابه حافلا بحضوره

(2)

لم أعرفني!

بداخلي حزن يشع جمالا
ويتنفس فرحا
يتصفح ألبوم صور
لذاكرة خائنة
ومناديل مندسة
وبئر لقيط
وعواء ألسنة غادرة
وكرسي كئيب
تجلس عليه حكايا الفقد
وقلم يرمم تصدعات الفجيعة
بكلمات من صلصال نافق
وفنجان قهوة على طاولة ثكلى
وشفاه أرملة تجاوزتها السنون
وساعة على جدار المسافات
أوقفتها المحطات
فصارت ملاذا أمنا لزوابع الاشتياق
وصمت وخيم يهدد هيبة الحنين
يشهر سيفه ليقطع دابر العتمة
ويشي للمساءات عن خبايا الضوء
وأنين النايات
وحكايا القبلات
وعن الفساتين العارية من الأجساد
تائهة الملامح
تبحث عن مكامن الدهشة
بين طيّات الآهات
وعند منتصف الذاكرة
شرخ مهول ينزف عنفوانا
ويقطر كبرياء
ويعتصر ألما على غيابك
وأصابع تتضور جوعا
لتفتك بقصيدة هاربة
بين زقاق الغيوم
ومقاعد تجلس عليها مواعيدنا المؤجلة
أنتظرك وأنا أغرق في صبري
دونما طوق نجاة
أو قشة اتعلق بها
ألوح لك بكل ما أوتيت من حب
في محاولة مستميتة الكفاح
كي تلتفت لي
لكني فشلت في كل مرة
وبقيت أصارع أمواج اللقاء
تلطمني صخور الزمن
صحوت من خيبتي
وأنا أكبرني بمئة سنة ضوئية
حتى إني لم..
أعرفني!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى