لماذا نطالب بالحماية الدولية من “الدول الغربية الإمبريالية” وهم شركاء في العدوان؟
بقلم: د. علاء الديك
باحث بالشأن الصيني والعلاقات الدولية، وعضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو أحد قرارات القيادة الفلسطينية في المطالبة بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للاحتلال والعدوان من دولة الاحتلال وشركاؤها الغربيون، وهنا أتساءل كمواطن فلسطيني ولديه الحق في القول: أنطلب الحماية من “الدول الغربية الإمبريالية” وهم شركاء وداعمون للاحتلال والعدوان على الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحريته وحقوقه وعدالة قضيته؟ فنحن لا نريد الحماية الأجنبية بقدر ما نريد الحق في الحياة بحرية وكرامة ووطن كالأخرين.
تم الإعلان رسمياً عن تأسيس منظومة الأمم المتحدة والمباشرة في أعمالها في 24 أكتوبر 1945، وجاء في ميثاق ومقاصد هذه المنظومة أن من حق الشعوب الخاضعة تحت الاحتلال والإستعمار الأجنبي المقاومة بكافة أشكالها في سبيل الحرية والإستقلال وتقرير المصير، والملاحظ أن هذا ينطبق فقط على الشعوب الغربية ودولة الإحتلال ولا ينطبق على الشعب الفلسطيني منذ عقود.
إن ما يحدث في فلسطين اليوم يتطلب قرارات “حازمة وثابتة” نواتها الحقيقة قيادة المرحلة بصلابة “إن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يريد الخلاص من الإحتلال فوراً” وليس المطلوب التشخيص والتحليل والإستجداء ليقوم الأخرون بحماية وتحرير الأرض والإنسان. إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو إبادة جماعية وبضوء أخضر من “الدول الغربية الإمبريالية” الداعمة والمساندة لإستمرار هذا الظلم والعدوان الذي يرتكب بحق الشعب الفلسطيني بهدف تصفية قضيته الوطنية وتهجيره من أرضه، حيث أمضى الشعب الفلسطيني عقود من الزمن يعاني الإحتلال والظلم والقهر والحرمان وهو يطالب بنيل حقوقه المشروعة وعدالة قضيته في الحرية والإستقلال وتقرير المصير على أرضه وفق الشرائع السماوية والقانونية الإنسانية، ولكن دون جدوى.
فلسطينياً
مطالبة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والفكرية والثقافية بالضغط على القيادة الفلسطينية لسحب الإعتراف بدولة الإحتلال لحين إعتراف الطرف الأخر بدولة فلسطين المستقلة وذات السيادة وفق القانون الدولي، ووقف العدوان والإنسحاب الفوري من الأراضي المحتلة عام 67 والإعتراف بالقدس عاصمة فلسطين. وكذلك مطالبة القيادة الفلسطينية بطرح مجموعة من المبادرات والأفكار العملية والدعوة لبناء “تحالف دولي جديد” عنوانه “إنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على الأرض الفلسطينية”، وذلك بالتشاور والتنسيق مع أحرار العالم الذين يدعمون عدالة القضية الفلسطينية.
وأيضاً مطالبة القيادة الفلسطينية بدعوة الكل الفلسطيني للإجتماع الفوري وتحمل المسؤولية الوطنية موحدين ضمن برنامج وطني نضالي مستقل، هدفه الدفاع عن الشعب الفلسطيني وإنهاء العدوان والإحتلال والإعلان عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وفقاً للقانون الدولي. إضافة لذلك، مطالبة القيادة الفلسطينية بإرسال نداء عاجل ورسمي للأشقاء “عربياً وإسلامياً” للمطالبة بالدفاع عن دولة فلسطين فوراً، كون دولة فلسطين عضواً بجامعة الدول العربية. وكذلك مطالبة القيادة الفلسطينية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع “الدول الإمبريالية الغربية” والتي تقف مع العدوان والإحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وعدم الرهان على تلك الدول في إنجاح أي عملية سياسية مستقبلية لحل القضية الفلسطينية. وأيضاً مطالبة جمهورية الصين الشعبية وكل أحرار العالم بضرورة تقديم الدعم المالي والسياسي والقانوني للمؤسسات الفلسطينية وللشعب الفلسطيني لحين تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة في الحرية والإستقلال وتقرير المصير بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة.
وأخيراً مطالبة القيادة الفلسطينية بضرورة التحرك الفوري والعاجل بإرسال وفد فلسطيني رفيع المستوى، يضم الخبراء والباحثون والأكاديميون والقانونيون والسياسيون من أصحاب القرار، لزيارة جمهورية الصين الشعبية ولقاء القادة والخبراء الصينيون، بهدف التشاور والتنسيق الفعال والإعلان عن “التحالف الصيني الفلسطيني الاستراتيجي” الذي يهدف لوضع الأفكار والمقترحات المشتركة لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال فوراً وتحقيق تطلعات وأهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والإستقلال وتقرير المصير، لأنه بدون تحقيق العدالة والإنصاف للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية لن يتحقق الأمن والسلام والاستقراروالازدهار في منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل