وماذا بعد؟
بقلم: عماد أبوزيد| مصر
من المخجل حقا أن تتصاعد الخطابات الشعبوية من حناجر ممتلئة بالكلام رافضة للعدوان الصهيوني على الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية.. تارة من وزير خارجية إيران أو من ينوبون عن إيران بالوكالة سواء من جبهة الحوثيين باليمن أو حزب الله بلبنان وزعيمه السيد نصر الله.
وبين حين وآخر. تعلو خطابات ثانية من السيد اردوغان بتركيا أو من البرلمان الجزائري، والباب مازال مفتوحا على مصراعيه أمام تلك الخطابات من أي بقعة في العالم. لكن السؤال المهم.. وماذا بعد؟ ..فهذه الخطابات لاتسمن ولا تغني من جوع.. ولا توقف عجلة حرب الإبادة الممنهجة بغزة.. لا توقف سفك دماء الفلسطينيين اطفالا كانوا.. او نساء او رجالا او شيوخا.. او العاملين بالمنظمات الدولية ومقدمي الخدمة بالمستشفيات.. لا توقف هدم المباني فوق رؤوس قاطنيها. وماذا بعد ؟ ..هذا السؤال يفرض علينا في جوهره ان نتساءل . ونحن على يقين ان المقاومة حق مشروع لاي شعب تغتصب اراضيه.. وفق القانون الدولي:هل كانت حسابات ‘حماس ‘.تتعاطى مع عواقب اقدامها على خطوة 7اكتوبر 2023؟ ..هل كانت تظن أنها ستكون حرب خاطفة من قبلها ..يعقبها رد سريع من الكيان الصهيوني عليها.. ماتلبث ان تنتهي بوقف تبادل النيران.. والدخول في صفقة تبادل الأسرى.. وتبييض السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين المعتقلين بها.. والذين قد يقتربوا من عشرة آلاف أسير فلسطيني؟..ام كان في حساباتها أنها ستلقى الدعم الكافي من شركائها في الايدولوجيا بالمنطقة ؟ . والسؤال الأكثر اهمية.. هل من الممكن أن يكون قد تم التغرير بها.. او دفعها نحو هذه الحرب.. في هذا التوقيت؟. ينبغي الا نخجل من طرح الأسئلة.. فقبل حرب حزيران 1967. تلقت مصر رسالة مزعومة من الاتحاد السوفيتي مفادها بأن إسرائيل تحشد جنودها وعتادها على الحدود المصرية.. وبلعت مصر الطعم.. وصدقت الرواية.. وتناست ان الاتحاد السوفيتي هو من أول الدول المعترفة بالكيان الصهيوني كدولة على الأراضي الفلسطينية عام 1948 . وماذا بعد الخطابات الشعبوية الحماسية؟ وماذا بعد خطابات الحكومات العربيةوالغربية ووزراء الخارجية واللقاءات والاتصالات ؟ . وماذا بعد.. وهل فقدت الدول العربية قاطبة تأثيرها الإقليمي والدولي..و لم يعد في يدها اوراق تستطيع بها الضغط على إسرائيل وداعمتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية.. والاتحاد الأوروبي ؟. ولماذا الآن يخفت الحديث عن ان العالم يسير نحو تعددية القطبية ..وان دولتين مثل الصين وروسيا..بيديهما الكثير لتغيير شكل العالم؟ وماذا عن حسابات روسيا وإيران في سوريا؟ وماذا بعد ان شهد العالم المذابح الوحشية التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة ؟